12-
فرس بلا راكب..
قال الشيخ العظيم الشأن زين الدين علي بن يونس العاملي البياضي في كتاب الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم:
خرجت مع جماعة تزيد على أربعين رجلاً إلى زيارة القاسم بن موسى الكاظم- والقاسم مدفون في ثمانية فراسخ عن الحلة وعلى الدوام بذهب العلماء والأخيار لزيارته- فكنا عن حضرته نحو ميل من الأرض فارساً معترضاً فظنناه يريد أخذ ما معنا فخبينا ما خفنا عليه فلما وصلنا رأينا آثار فرسه ولم نره فنظرنا ما حول القبة فلم نر أحداً فتعجبنا مع ذلك مع استواء الأرض وحضور الشمس وعدم المانع.
فلا يمتنع أن يكون هو الإمام أو أحد الأبدال.
13-
ضيفنا في الغرفة
قال العالم الفاضل المتقي الميرزا محمد تقي بن الميرزا كاظم الميزرا عزيز الله بن المولى محمد تقي المجلسي رحمهم الله سبط العلامة المجلسي الملقب بالألماسي في رسالة بهجة الأولياء كما نقله عنه تلميذه المرحوم الفاضل البصير الألمعي السيد محمد باقر بن السيد محمد شريف الحسيني الأصفهاني في كتاب نور العيون: حدثني بعض أصحابنا عن رجل صالح من أهل بغدا، قال: إني كنت قد سافرت في بعض السنين مع جماعة فركبنا السفينة وسرنا في البحر بعد مدة إلى جزيرة فسرت في أطراف الجزيرة فوصلت بعد اليأس من الحياة إلى صحراء فيها جبل عظيم.
فلما وصلت إليه رأيته محيطاً بالبحر إلا طرفاً منه يتصل بالصحراء واشتممت منه رائحة الفواكه ففرحت وزاد شوقي وصعد قدراً من الجبل حتى إذا بلغت إلى وسطه في موضع أملس مقدار عشرين ذراعاً لا يمكن الاجتياز منه أبداً فتحيرت في أمري فصرت أتفكر في أمري فإذا أنا بحية عظيمة كالأشجار العظيمة تستقبلني في غاية السرعة ففرت منها منهزماً مستغيثاً بالله تبارك وتعالى في النجاة من شرها كما نجاني من الغرق.
فإذا أنا بحيوان شبه الأرنب قصد الحية مسرعاً من أعلى الجبل حتى وصل إلى ذنبها فصعد منه حتى إذا وصل رأس الحية إلى ذلك الحجر الأملس وبقي ذنبه فوق الحجر وصل الحيوان إلى رأسها وأخرج من فمه حمة مقدار أصبع فأدخلها في رأسها ثم نزعها وأدخلها في موضع أخرى منها وولى مدبراً فماتت الحية في مكانها من وقتها وحدث فيها عفونة كادت نفسي أن تطلع من رائحتها الكريهة فما كان بأسرع من أن ذاب لحمها وسال في البحر وبقي عظامها كسلم ثابت في الأرض يمكن الصعود منها.
فتفكرت في نفسي: وقلت إن بقيت هنا أموت من الجوع فتوكلت على الله في ذلك وصعدت منها حتى علوت الجبل وسرت من طرف قبلة الجبل فإذا أنا بحديقة بالغة حد الغاية في الغضارة والنضارة والطراوة فسرت حتى دخلتها وإذا فيها أشجار مثمر كثيرة وبناء عال مشتمل على بيوتات وغرف كثيرة في وسطها.
فأكلت من تلك الفواكه واختفيت في بعض الغرف وأنا أتفرج الحديقة وأطرافها فإذا أنا بفوارس قد ظهروا من جانب البر قاصدي الحديقة يقدمهم رجل ذو بهاء وجمال وجلال وغاية من المهابة يعلم من ذلك أنه سيدهم فدخلوا الحديقة ونزلوا من خيولهم وخلو سبيلها وتوسطوا القبر فتصدر السيد وجلس الباقون متأدبين حوله.
ثم أحضروا الطعام فقال لهم ذلك السيد: أن لنا في هذا اليوم ضيفاً في الغرفة الفلانية ولا بد من دعوته إلى الطعام فجاء بعضهم في طلبي فخفت وقلت: أعفني من ذلك فأخبر السيد بذلك فقال: اذهبوا بطعامه إليه في مكانه ليأكله فلما فرغنا من الطعام أمر بإحضاري وسألني عن قصتي فحكيت له القصة فقال: أتحب أن ترجع إلى أهلك؟ قلت: نعم فأقبل على واحد منهم، وأمره بإيصالي إلى أهلي فخرجت وأنا وذلك الرجل من عنده.
فلما سرنا قليلاً قال لي الرجل: انظر فهذا سور بغداد! فنظرت إذا أنا بسوره وغاب عنب الرجل فتفطنت من ساعتي هذه، وعلمت أني لقيت سيدي ومولاي (ع) ومن سوء حظي حرمت من هذا الفيض العظيم فدخلت بلدي وبيتي في غاية من الحسرة والندامة.
14-
الذي أمر أن أعطيك فقد أمرني بالتوقف
نقل سماحة العلامة السيد عباس المدرسي (دام ظله):
ذهبت برفقة والدي المرحوم إلى لقاء العالم الرباني آية الله السيد حجت قدس سره في منزله الكائن خلف مدرسة الحجية بقم المقدسة سنة (1202هـ) فحكى لنا السيد حجت قصة وقعت له في أيا م دراسته قائلاً: (كنت في فقر مدقع وضيق مالي شديد إلى درجة لم أحصل أنا وزوجتي وأطفالي ما نأكله قدر الحاجة الطبيعية). ذات يوم جينما عزمت على الخروج إلى الدرس قالت لي زوجتي: يا سيد ليس لدينا اليوم أي شيء من الطعام على الإطلاق أنزلت رأسي خجلاً وودعتها إلى الدرس ولما عدت إلى المنزل ودت الوضع مؤلماً للغاية فدخلت غرفتي وصليت ركعتين هدية إلى سيدي ومولاي الإمام الحجة (ع) ثم قلت مخاطباً إياه سيدي.. لمن نحن ندرس ونتعلم وندرس ونعلم ألسنا طلاب مدرستك ألسنا جنود نهضتك إذا كنا كذلك فاعنا على لقمة العيش كي نواصل طريقك.
ساعة وإذا بطرقة على باب المنزل ذهبت وفتحت الباب وسلم علي الطارق وسلمني ظرفاً وقال: كل شهر مثل هذا اليوم آيتك بمثله ولا تخبر أحداً وفي آمان الله!.
مشى ولم أستطع أن أكلمه بسبب التعجب والسرور والبهجة الغالبة دخلت المنزل وفتحت الظرف أمام زوجتي وكان فيه من المال ما يسد حاجة العوائل المرفهة في شمال طهران!.
صرنا بذلك المال نشتري جميع حوائجنا المنزلية ويبقى منه فائضا على الحاجة! وكما أخذ مني العهد لم أصرح بهذا الأمر الغريب لأحد حتى جاء على وعده بعد شهر فقدم لي ظرفاً آخر واستمر هذا الكرم شهران آخران حتى سألته هل من الممكن أن أعرف اسمكم الشريف؟ قال: اسمي الحاج (...) وعنواني الطابق(...) الغرفة رقم (...) من العمارة التجارية رقم (...) من العمارة التجارية رقم (...) في سوق طهران ذات يوم كنت جالساً مع شيقي زوجتي وهو العالم الكبير آية الله الشيخ مرتضى الحائري (رحمة الله ) ابن المرجع الشيخ عبد الكريم الحائري مؤسس حوزة قم فبحت له بالسر.
ثم راحت الأيام حتى اليوم الموعود حيث كنت أنتظر الرجل فلم يأت... وانتهى الشهر ولم أره وبدأ المال ينفذ وينفذ حتى نهاية الشهر الآخر فعادت أيام الضيق وصعوبات الجوع.
تذكر أنه أعطاني عنوانه فلماذا لا أذهب إليه وأستفسر عن سبب الانقطاع؟! وهكذا جئته على العنوان فدخلت عليه الغرفة سلمت وجلست حتى انتهى الحاضرون من مهامهم وخرجوا.
فدنوت منه وسألته عن حاله وكنت أود أن يفاتحني الموضوع بنفسه ولكنه لم يفعل ففاتحته به خجلاً وقلت: يا حاج... كنت قد عودتنا على عطاء سخي وقد انتظرتك حسب الاتفاق في ثلاثة أشهر الأخيرة فلم أتشرف باللقاء؟! خيراً إن شاء الله.
أطرق الرجل رأسه قليلاً ثم نظر إلي نظرة الآسفين وقال: إن الذي أمرني أن أعطيك أمرني بالتوقف!
سكت الرجل ولم يتكلم أكثر من هذا. هنا عرفت كم قد خسرت من لطف الإمام وكرمه عندما خالفت الشرط( بأن لا أبوح بالسر لأحد ولو كان آية الله الشيخ مرتضى الحائري).
15-
الإمام (ع) يشفيه من الفالج
ومن ذلك بتاريخ صفر سنة (759هـ) حكى لي المولى الأجل الأمجد العالم الفاضل القدوة الكامل المحقق المدقق مجمع الفضائل ومرجع الأفاضل افتخار العلماء كمال الملة والدين عبد الرحمان ابن العماني وكتب بخطه الكريم عندي ما صورته:
قال العبد الفقير إلى رحمة الله تعالى عبد الرحمان بن إبراهيم القبائقي: إني كنت أسمع في الحلة السيفية حماها الله تعالى أن المولى الكبير المعظم جمال الدين ابن الشيخ الأجل الأوحد الفقيه القارئ نجم الدين جعفر بن الزهدري كان به فالج جدته لأبيه بعد موت أبيه بكل علاج للفالج فلم يبرأ.
فأشار عليها بعض الأطباء ببغداد فأحضرتهم فعالجوه زماناً طويلاً فلم يبرأ وقيل لها: ألا تبيتينه تحت القبة الشريفة بالحلة المعروفة بمقام صاحب الزمان (ع) لعل الله تعالى يعافيه ويبرئه ففعلت وبيتته تحتها وإن صاحب الزمان (ع) أقامه وأزال عنه ثم بعد ذلك حصل بيني وبينه صحبة حتى كنا لم نكد نفترق وكان له دار المعشرة يجتمع فيها وجوه أهل الحلة وشبابهم وأولاد الأماثل منهم فاستحكيته عن هذه الحكاية فقال لي: إني كنت مفلوجاً وعجز الأطباء عني وحكى لي ما كنت أسمعه مستفاضاً في الحلة من قضيته وإن الحجة صاحب الزمان (ع) قال لي: وقد أباتتني جدتي تحت القبة: قم! فقلت: يا سيدي لا أقدر على القيام منذ سنتي فقال قم بإذن الله تعالى وأعانني على القيام فقمت وزال عني الفالج وانطبق علي الناس حتى كادوا يقتلونني وأخذوا ما كان علي من الثياب تقطيعاً وتنتيفاً يتبركون فيها وكساني الناس من ثيابهم ورحت إلى البيت وليس بي أثر الفالج وبعثت إلى الناس ثيابهم وكنت أسمعه يحكي ذلك الناس (ولمن يستحكيه مراراً حتى مات رحمه الله)...
16-
إنه من فضلنا أهل البيت (عليهم السلام)
قبل خمسين عاماً تقريباً سافر العالم التقي الشيخ النمازي إلى حج بيت الله الحرام في حملة في إيران ولم تكن في ذلك الزمان وسيلة من الوسائل الحديث للنقل إلا حافلات الباص.
يقول سماحة الشيخ غفاريان (حفظة الله) تحركت الحافلة بركابها الأربعين شخصاً تقريباً ففي الطريق بين مكة والمدينة ضيع السائق طريق مكة فزج بالحافلة في طريق صحراوي وعر حتى نفد وقودها وغرست إطاراتها في التراب فلم يروا من جهاتهم الأربع أثراً يدلهم إلى مكة المكرمة تحيروا في أمرهم وراحوا يندبون إلى الله تعالى واستمرت هذه الحالة بهم إلى حدود أسبوع حتى نفد زادهم (الماء والطعام) وأوشكوا على الموت الذي كانوا يرونه بالقرب منهم فأخذوا يحفرون قبوراً لأنفسهم لكي يناموا فيها عند الإحساس بالنهاية.
وفي هذه اللحظات المأساوية تذكر الشيخ النمازي لماذا لم تتوسل بالمنقذ الموعود الحجة بن الحسن المهدي (ع) فقام باستنهاض الإمام وأخذ في حضور الجمع اليائس يدعو ويتضرعون ويقسم على الله تعالى بحق القائم من آل محمد، ثم استولى عليهم الضعف فافترشوا الأرض ساعة بعد ذلك وإذا الشيخ يرى بعيراً عليه ورجالاً ومن بينهم رجل وسيم متميز بنورانيته عن الباقين فجاؤوا حتى بلغوا عندنا فتقدم الشيخ النمازي إلى ذلك الرجل وسأله! هل أنتم من هذه المناطق؟.
فأجابه الرجل: نعم أيها الشيخ النمازي- هكذا سماه باسمه ولكن الشيخ لم يدرك! فسأله الشيخ: إن كنت تعرف الطريق أرشدنا أيها العربي فقد تهنا في الصحراء تيهاً أو شكنا على الموت كما ترى حالنا.
فقال الرجل: لا بأس عليكم ولكن أولاً كلوا واشربوا مما عندنا.
يقول الشيخ النمازي: فأكلنا من التمر وشربنا الماء حتى استعدنا قوانا البدنية ثم أمرنا أن نركب حافلتنا المعطلة فركبنا جمعياً ونادى الرجل (العربي) سائقنا باسمه: تعالى وقد سيارتك لأدلك الطريق. فجلس الرجل بيني وبين السائق وقال له: شغل فشغلها وتحركت السيارة دون أن نتذكر أن السيارة خالية من الوقود وغارسة في التراب!
فما تحركنا من ذلك المكان حتى ارتفعت أصوات الركاب بالصلاة على محمد وآل محمد. ولم يكن أحد منا يعرف عمق الحالة هذه وشخصية الرجل هذا، أخذنا إلى طريق مكة ورأينا سيارات أخرى في الطريق ولكن طلب أن نعيده إلى بعيره وأصحابه فرجعنا وكنت أشكره على إحسانه وإنقاذه لنا. وهو أخذ يسألني كيف حال الخراسانين وأوضاع الزراعة والزراع؟ فأجيبه: جيده ولله الحمد فكلما كنت أقول هذا في جوابه كان يعلق قائلاً: إنه من فضلنا أهل البيت إلى أن سأل كيف حال الشيخ حسين. وهو المرجع الديني اليوم المعروف بالوحيد الخرساني فقد كان في الزمان شاباً يرتقي المنبر الحسيني في مناطق خراسان...
فقلت له: تقصد الشيخ وحيد؟
قال: نعم ذلك الخطيب الحسيني.
قلت: صحته جيده ولله الحمد.
قال: إنه موضع تأييدنا.
وإلى هنا يقول الشيخ لم أدرك شخصية الرجل العربي هذا رغم أسئلته العجيبة الدالة على معرفته بنا واهتمامه بأوضاعنا.
فلما وصلنا إلى أصحابه ودعنا وقال: لقد عرفتم الطريق فارجعوا إليه رجعنا بعض المسافة وفجأة تذكرت من يمكن أن يكون هذا الرجل؟ أين عرف هذا الصحاري من قضايانا وأسمائنا؟
فرجعنا لأسأله عن اسمه فلم نجد له أثراً في امتداد أنظارنا هناك أدركت أنه لم يكن سوى الإمام المهدي (ع) وقد كان معنا وإلى جنبنا ويحدثنا ونحن نجهله رغم كل القرائن والعلامات والإشارات خاصة كلمته التي كان يكررها (هذا من فضلنا أهل البيت).
وهكذا لما عرفنا حقيقة الأمر جلسنا مكاننا وبكينا نادبين الإمام وشاكرين ربنا سبحانه على تلك النعمة العظيمة.
17-
بعد ستة وعشرين سنة تموت
في كتاب إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات للشيخ المحدث الجليل محمد بن الحسن الحر العاملي (رحمه الله ) قال: قد أخبرني جماعة من ثقات الأصحاب أنهم رأوا صاحب الأمر (ع) في اليقظة وشاهدوا منه معجزات متعددات واخبرهم بعدة مغيبات ودعا لهم بدعوات مستجابات وأنجاهم من أخطار مهلكات.
قال رحمه الله: كنا جالسين في بلادنا في قرية مشغرا في يوم عيد ونحن جماعة من أهل العلم والصلحاء فقلت لهم: ليت شعري في العيد المقبل من يكون من هؤلاء حياً ومن يكون قد مات؟ فقال لي رجل كان اسمه (الشيخ محمد) وكان شريكنا في الدرس: أنا أعلم ني أكون في عيد آخر حياً وفي عيد آخر حياً وعيد آخر إلى ستة وعشرين سنة، وظهر منه أنه جازم بذلك من غير مزاح فقلت له: أنت تعلم الغيب؟ قال: لا ولكني رأيت المهدي (ع) في النوم وأنا مريض شديد المرض فقلت له: أنا مريض وأخاف أن أموت وليس لي عمل صالح ألقى الله به فقال (ع): لا تخف فإن الله تعالى يشفك من هذا المرض ولا تموت فيه بل تعيش ستاً وعشرين سنة ثم ناولني كأساً كان في يده فشربت منه وزال عني المرض وحصل لي الشفاء وأنا أعلم أن هذا ليس من الشيطان.
فلما سمعت كلام الرجل كتبت التاريخ: وكان سنة ألف وتسعة وأربعين (1049هـ) ومضت لذلك مدة (طويلة) وانتقلت إلى المشهد المقدس سنة ألف واثنين وسبعين فلما كان السنة الأخيرة وقع في قلبي أن المدة قد انقضت فرجعت إلى ذلك التاريخ وحسبته فرأيته قد مضى منه ست وعشرون سنة فقلت: ينبغي أن يكون الرجل مات.
فما مضت إلا مدة نحو شهر أو شهرين حتى جاءتني كتابة من أخي- وكان في البلاد- يخبرني أن الرجل المذكور مات.
18-
المهدي (ع) يقرأ القرآن
قال العالم الصالح جناب الميرزا حسين اللاهجي الرشتي المجاور بالنجف الأشرف حدثني العالم الرباني العابدين السلماسي: أن السيد الجليل بحر العلوم طاب ثراه ورد يوماً في حرم أمير المؤمنين (عليه الآف التحية والسلام) فجعل يترنم بهذا المصرع:
جه خوشى صوت قرآن زتو دل ربا شنيدن
فسئل (رحمه الله) سبب قراءته هذا المصرع فقال: لما وردت في الحرم المطهر رأيت الحجة (ع) جالساً عند الرأس يقرأ القرآن بصوت عال فلما سمعت صوته قرأت المصرع المزبور ولما وردت الحرم ترك قراءة القرآن وخرج من الحرم الشريف . الحكاية الثانية والسبعون
أضاعوا البيت فأرشدهم الإمام
حكى لي المرحوم حسين عبد الزبيدي (جد مؤلف الكتاب لأبيه) قال في سنين السبعينات عزمت أنا وبعض أصحابي بالسفر إلى إيران لزيارة الإمام علي بن موسى الرضا (ع) لطلب الشفاعة منه في يوم القيامة وبعد دخولنا إلى إيران قمنا باستئجار بيت في المنطقة التي يكون فيها الضريح المقدس وكنا مشتاقين أشد الاشتياق لزيارته (ع) فوضعنا متاعنا وجميع ما نملك في الغرفة خوفاً من ضياعهما لأن إيران كانت في تلك الفترة تضج بالمظاهرات لقيام الثورة الإسلامية وبعد أن قمنا بزيارة الإمام الرضا (ع) أردنا الرجوع إلى البيت الذي استأجرناه فلم نتمكن من ذلك فأضعنا الطريق ولا نعرف ماذا نفعل لأن جميع ما نملك بقي في البيت حتى ورمت أقدامنا من كثرة السير.
وبعد ذلك جلسنا قرب حائط وأخذت عيوننا بالبكاء وإذا بشاب جميل ذو هيبة سلم علينا وصافحنا يد بيد وقال: لماذا هذا البكاء؟ فأجبناه: بأننا كنا قد استأجرنا بيت ووضعنا كل ما نملك من نقود وأمتعة فيه ولا نعرف ماذا نفعل الآن قال: تعالوا معي فأنا أدلكم على البيت.
فسرنا معه وهو يدخلنا في طريق ويخرجنا من آخر إلى أن وصلنا إلى مكان فأشار بيده وقال: هذا هو البيت واعلموا أننا لا نترك أصحابنا.
ففرحنا بمشاهدتنا البيت ولم نلتفت إليه وبعد قليل نظرنا للشاب فلم نجده، فعلمنا أن هذا هو الإمام المهدي (ع) فندمنا أشد ندامه، والحمد لله
شوفوا القصة