[align=center][frame="7 80"]سراج علي أبو السعود - 20 / 11 / 2004م - 11:30 م
وضعت الورقة في يدي وكبرت للصلاة حينما لم أجد بُدّاً من أدائها، فتأخيرها يزعجني بعض الشيء، وضعت الورقة في يدي خوفاً من كفِّ متشددٍ مسعور قد يغتالني أثناء الركعة الثانية، كبَّرت للصلاة وركعت وسجدت وفعلت ذلك مرَّةً واحدة، وحينما أردت تكرار ذلك في الركعة الثانية كان لا بد لي من أن أسبق ذلك بالقنوت وبسرعةٍ علَّ ذلك يكون سبباً في عدم ملاحظة شخصٍ ما لي في تلك اللحظة، إلا أنَّ تلك الحيطة لم تكن لتجدي شيئا، أردت أن أهِمَّ في الركوع فإذا بغولٍ من خلفي يهزني هزّا عنيفاً، حاولت أن أُكمل صلاتي إلاَّ أنَّه أتمَّ جرأته بدفعة عنيفة رمتني بعيدا، وحقيقةً أخالَ تلك الرمية كافية لأن يكون متسابقاً جيداً في لعبة رمي الجلة في الأُولمبيات القادمة، لم أتمالك نفسي فدفعته دفعة شديدة إلا أنَّ تلك الدفعة لم تكن كافية لتزيحه أكثر من ربع متر، قمت غاضباً وهرولت في خطواتٍ مضحكة لشخصٍ قد عهد فيَّ الهدوء والسكينة..
ذهبت لمدير عام جامعة الملك سعود الأُستاذ الدكتور عبد الله الفيصل، وكان من حسن توفيقي أنَّ سعادته كان خارجاً من مكتبه متوجهاً للمصلى حينما رأيته، استوقفته بأدبٍ وشكوت له الحادثة وبررت ذلك له بأنَّني شيعي المذهب، فطلب منِّي الانتظار لحين الانتهاء من صلاته، أتمَّ صلاته وأفل راجعاً إليَّ وبوادره تشير إلى أنَّ حادثتي سرقت جزءً ليس بالقليل من توجهه للصلاة، أدخلني مكتبه الفاخر، سألني إعادة القصة وبعد أن أتممتها اتصل بمدير عام الأمن الجامعي، والذي بدا لحظة مجيئه على وجلٍ وترقب، وقف بين يدي الدكتور الفيصل ليسمع منه حادثتي، وبعد أن انتهى الدكتور من سردها وعد مدير الأمن الدكتور خيراً وذهب بي لمكتبه الخاص وطلب من مدير رجال الأمن المجيء بذلك الرجل الذي اعتدى علَي..
وعلى الفور وبدون أي تأخير أتوا به إلى مكتب مدير الأمن، حاول ذلك الرجل أن يبرر فعلته ولكن لم يكن بوسعه أن يحتال أو ربما يكذب فقد كان مدير الأمن متوقد الذهن بحيث لم تكن لتعبر عليه تلك الحيل والألاعيب، بعد ذلك تمَّ تحويل القضية لأحد المحققين في الأمن الجامعي، ذهبت إليه وفوجئت أنَّ ذلك الرجل ذو لحية طويلة فخشيت أن يتحيز لأخيه، جلست معه فأخذ يحقق معي بكل جفاف حينما أوضحت له أنَّ ذلك الرجل لم يضربني أثناء الصلاة إلا لأنني شيعي، بعد ذلك طلب منِّي التنازل إلا أنَّني رفضت ذلك رفضاً تاماً وأصررت على أن يأخذ القانون مجراه، وحينما رأى منِّي هذا الإصرار لم يكن بوسعه إلا أن يحوِّل الموضوع للشرطة فسُلطة الجامعة ليست سلطة جنائية يحق لها أن تعاقب شخصا، وفعلاً أخذتنا سيارة الأمن الجامعي لمركز شرطة الدرعية القريب ودخلنا إلى شخص عليه الكثير من العلامات على كتفه وكان من ضمنها تاج ولا أدري حقيقةً ما هو مركزه فأنا قليل الخبرة بتلك العلامات..
هناك وفي مكتبه طلب منِّي إعادة القصة وحينما بدأت حاول ذلك الغول أن يقاطع فما كان من الضابط إلا أن طرده من المكتب وجلس معي بكل أريحية يسألني وأُجيبه ثمَّ أُخذ ذلك الرجل إلى غرفة التحقيق وهناك طُلب مني الإنتظار قليلاً خارج المكتب وبعدها تمَّ استدعائي فدخلت غرفة التحقيق فإذا بذلك الغول منفجر من الغضب، لم يقم المحققون بضربه ولكنَّ الذي لاقاه من التوبيخ والإهانات كان كافياً لأن يجعل عيناه تتقاطران بدموع الخزي والذل، بعدها تعهد في خطابٍ مكتوب أن لا يعتدي عليَّ أبداً فطلبت تغيير الصيغة إلى عدم الإعتداء على أي شيعي وفعلاً وافق المسؤولون على ذلك.
لقد سمعت الكثير الكثير من قصص الإعتداء على الشيعة، ولكن لم أسمع إلا القليل القليل من قصص المطالبة بالحقوق، قد يبرر مبرر أنَّنا حتى لو طالبنا فلن نحصل على شيئ، وأظنُّ هذه الجملة قد يتفق عليها الكثير من الشيعة ولكنَّ ذلك ليس سبباً للإنهزامية التي نراها، لقد ظهرت والحمد لله في الآونة الأخيرة الكثير من الأصوات التي تنادي بحقوق الشيعة وبالتأكيد فإنَّ هذه الأصوات استطاعت الحصول على شيئٍ وإن عدَّ قليلاً بعض الشيئ ولكنه يعد باكورة الحصول على حقوق أكثر، ولكنَّ تلك الأصوات تحتاج للمساندة وفي اعتقادي أنَّ كل شيعي لو طلب الإقتصاص من ظلامة لحقت به أو إساءة فسنستطيع إلى حدٍّ ما أن نقلل من هذه الظواهر.
ومن هنا نستطيع التأكيد على أنَّ سبيل المساواة في الحقوق أو ربما السير على هذا الخط يستلزم المزيد من الشجاعة وترك حالة الإنهزامية التي ظلَّ الشيعة لأزمنة كثيرة متشبثين بها لأسباب لا أحد ينكرها ولكن وقد بدا أنَّ شيئاً من التحسن قد طرأ فلا بد من التحرك لعلَّ ذلك يكون سبباً في تجاوز هذه الحالة.
للفائدة
ابو نوره[/frame] [/align]
المفضلات