(2) أحاديث النبي في الشيعة والتشيّع :
وأمّا ما روي عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم في التّعريف بالشيعة والتشيّع والحث على اتّخاذ التشيّع للإمام علي عليه السلام ومتابعته مسلكاً ومنهجاً يسير على طريقه الإنسان المسلم في مختلف القضايا والشؤون الدّينية والدّنيوية ، فقد بلغ من الكثرة حدّاً يمكن القول أنّه متواتر عند كلا الطّرفين الشيعة والسنة
(10)
ولم ينفرد بروايته الشيعة وحدهم ، وسنقتصر على ذكر بعض ما رواه علماء السنة في كتبهم المعتمدة ، وعن طريق رواتهم الموثوق بهم عندهم ومن ذلك :
روى السيوطي في الدّر المنثور ، عن ابن عساكر بسنده عن جابر بن عبد الله ، قال : كنّا عند النبي صلى الله عليه وآله وسلّم فأقبل علي عليه السلام فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلّم : والّذي نفسي بيده إنّ هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة (1) فنزل قوله تعالى : ( إنّ الّذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية ) (2) .
وأخرج ابن عدي عن ابن عبّاس قال : لما نزل قوله تعالى : ( إن الّذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية ) (3) قال النبي صلى الله عليه وآله وسلّم لعلي : هم أنت وشيعتك .
وأخرج ابن مردويه عن علي عليه السلام قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم : ألم تسمع قول الله تعالى : ( إنّ الّذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية ) هم أنت وشيعتك وموعدي
________________________
(1)الدّر المنثور لجلال الدين السيوطي 6/379 .
(2) البيّنة : 7 .
(3) نور الأبصار للشبلنجي في مناقب آل بيت النبي ص 80 الطبعة الأخيرة 1398 هـ دار المكتبة العلمية بيروت – لبنان .

وموعدكم الحوض إذا جاءت الأمم للحساب تدعون غرّاً محجّلين (1) .
وروى ابن حجر في الصّواعق المحرقة عن ابن عبّاس قال : لما أنزل الله تعالى : ( إنّ الّذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية ) قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم لعلي عليه السلام : هم أنت وشيعتك ، تأتي أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين ويأتي عدوّك غضاباً مقمحين (2) .
وروى القندوزي الحنفي في ينابيع المودّة عن أم سلمة – رضي الله عنها – قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم : علي وشيعته هم فائزون يوم القيامة (3) .
وروى الشبلنجي في نور الأبصار عن ابن عباس قال : لما نزلت هذه الآية : ( إنّ الّذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية) قال النبي صلى الله عليه وآله وسلّم لعلي : أنت وشيعتك تأتي يوم القيامة
______________________
(1) الدّر المنثور في التفسير بالمأثور لجلال الدين السيوطي :6/379 .
(2) الصواعق المحرقة لأحمد بن حجر الهيتمي المالكي ص 161 الطبعة الثانية سنة 1385 هـ مكتبة القاهرة .
(3) ينابيع المودة للشيخ سليمان بن إبراهيم القندوزي الحنفي باب 56 ج 2 ص 4 الطبعة الأولى مؤسسة الأعلمي بيروت .

أنت وهم راضين مرضيّين ويأتي أعداؤك غضاباً مقمحين (1) .
ورواه ابن الصبّاغ المالكي في الفصول المهمّة (2) .
وروى الحمويني الشافعي في فرائد السمطين (3) عن جابر قال : كنّا عند النبي صلى الله عليه وآله وسلّم فأقبل علي عليه السلام فقال صلى الله عليه وآله وسلّم : قد أتاكم أخي ، ثم قال صلى الله عليه وآله وسلّم : والذي نفسي بيده إنّ هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة .
وروى الحاكم الحسكاني الحنفي في شواهد التنزيل ثلاثة وعشرين حديثاً منها : ما أخرجه باسناده إلى علي عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : يا علي ألم تسمع قول الله تعالى : ( إنّ الّذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية ) هم شيعتك وموعدي وموعدك الحوض يدعون غرّاً محجّلين (4) .
___________________
(1) نور الأبصار للشبلنجي ص 87 الطبعة الأخيرة دار المكتبة العلمية بيروت – لبنان .
(2) الفصول المهمة في معرفة أحوال الأئمة لإبن الصباغ المالكي ص 123 مطبعة العدل في النجف منشورات الأعلمي – طهران .
(3) فرائد السمطين للحمويني الشافعي ج 1 ص 156 الطبعة الأولى مؤسسة المحمودي ، بيروت – لبنان .
(4) شواهد التنزيل للحسكاني الحنفي ج2 ص 356 ، 366 ، الحديث 1125 طبعة 1392 هـ منشورات مؤسسة الأعلمي ، بيروت – لبنان .

وأخرج الدار قطني : يا أبا الحسن أما أنّك وشيعتك في الجنة (1)
وفي غاية المرام عن المغازلي بسند عن أنس بن مالك قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم : يدخل من أمّتي الجنّة سبعون ألفاً لا حساب عليهم ، ثمّ التفت إلى علي عليه السلام فقال : هم شيعتك وأنت إمامهم (2)
ولا يخفى أنّ عدد سبعين يستعمل في لغة العرب للمبالغة ويراد به الكثرة ، وقد ورد في القرآن الكريم في آية الإستغفار للمنافقين مضافاً إلى أنّ العدد لا مفهوم له كما قرّر في علم الأصول .
وإن شئت المزيد من الوقوف على الرّوايات الواردة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فراجع الكتب التالية :
كفاية الطالب للكنجي الشافعي (3)
__________________
(1) احقاق الحق وإزهاق الباطل 7/309 عن اسعاف الراغبين المطبوع بهامش نور الأبصار .
(2) غاية المرام للبحراني ص 328 الطبعة القديمة باب 28 العقد الثاني .
(3) كفاية الطالب للكنجي الشافعي ص 353 مطبعة الغري النجف الأشرف 1351 هـ .

المناقب للخوارزمي الحنفي (1)
ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر (2)
تفسير الطبري (3).
تذكرة الخواص للسبط ابن الجوزي الحنفي (4) .
فتح القدير للشوكاني (5) .
روح المعاني للآلوسي (6) .
__________________________
(1) المناقب للخوارزمي الحنفي ، تحقيق الشيخ المحمودي ص 226 مؤسسة النشر الاسلامي قم – إيران .
(2) ترجمة الإمام علي بن أبي لابن عساكر ج 12 ص 442 ح 958 تحقيق الشيخ محمد باقر المحمودي ، الطبعة الثانية 1400 هـ مؤسسة المحمودي للطباعة ، بيروت – لبنان .
(3) تفسير الطبري لابي جعفر محمد بن جرير الطبري ج 12 ص 171 الطبعة الأولى ، دار المعرفة بيروت – لبنان .
(4) تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي الحنفي ص 27 مؤسسة أهل البيت عليهم السلام بيروت – لبنان طبعة 1401هـ .
(5) فتح القدير لمحمد بن علي بن محمد الشوكاني ج 5 ص 477 دار المعرفة ، بيروت – لبنان .
(6) روح المعاني للآلوسي ج30 ص 207 ، دار احياء التراث العربي ، بيروت – لبنان .

وغيرها من كتب السنّة .
وهنا ينبغي أن ننبّه على أمر مهم وهو أنّ الرجوع إلى هذه المصادر لا بدّ وأن يكون إلى طبعاتها الأولى لا الأخيرة لأن الأيدي الأمينة استطالت وأخذت تعبث بحذف الروايات الواردة في صالح الشيعة في طبعاتها الأخيرة وهذه معضلة لا ندري ماذا نفعل بإزائها .
فإنّ البعض يعمد إلى الرّوايات التي يمكن للشيعة أن يحتجّ بها على ما تذهب إليه فيحذفها تحت شعارات التحقيق والضبط والتنقيح خلافاً للأمانة العلميّة وخروجاً على الموازين الشرعية والآداب والأخلاق الإسلامية ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العليّ العظيم