في خطبته الأخيرة بمناسبة الذكرى السنوية الأولى على الانتصار الإلهي في 14 من شهر آب/ أغسطس 2007 خاطب سماحة السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله الإسرائيليين قائلاً ''إذا فكرتكم أن تعتدوا على لبنان وأنا لا أنصحكم بذلك.. إن فكرتكم أيها الصهاينة أن تشنوا حربا على لبنان فأنا لن أعدكم بمفاجآت كتلك التي حصلت وإنما أعدكم بالمفاجأة الكبرى التي يمكن أن تغير مصير الحرب ومصير المنطقة إن شاء الله''.
لو قال نصر الله ''فأنا لن أعدكم بمفاجآت كتلك التي حصلت وإنما أعدكم بالمفاجأة الكبرى'' فقط واكتفى بهذا القول، لسلمت التحليلات والتوقعات والقراءات المختلفة إلى أن حزب الله امتلك سلاحا متطورا لم تتوقع إسرائيل يوما أن يمتلك حزب الله مثل هذا السلاح، مثلا أن يمتلك صواريخ مضادة للطائرات الحربية أو أن يمتلك طائرات حربية أو أنه يمتلك خطة مضمونة تمكن جنود الحزب من الدخول لإسرائيل وضرب مواقع حساسة ومهمة فيها من الداخل أو من لبنان... الخ.
ولكن في قول نصر الله ''التي يمكن أن تغير مصير الحرب ومصير المنطقة إن شاء الله'' تكمن الحيرة والدهشة والاستغراب والتطلع لمعرفة ماهية هذه المفاجأة في نفوس الجميع وأولهم الإسرائيليون، التي ستغير مصير الحرب والمنطقة، أكيد أنها ليست بالشيء التقليدي البسيط، وأكيد أنها أكبر من تدمير بارجة عسكرية بحرية أو تحطيم مروحية أو مئات الدبابات من فخر الصناعة الإسرائيلية (ميركافا) أو شل الجيش الإسرائيلي ميدانيا.
هذه العبارة حيرت كبار الخبراء العسكريين الإسرائيليين والأميركيين، لاسيما أنهم يعرفون ويعتقدون ويؤمنون بأن سماحته صادق لا يكذب، مما دفع الرئيس الأمريكي بوش إلى تشكيل لجنة مكونة من علماء المسلمين الأميركيين لمعرفة حقيقة الإمام المنتظر، يرأسها شخصياً، ربما لأنه يتوقع بأن في الحرب القادمة سيظهر الإمام المنتظر الذي سيقود الحرب ما يؤدي إلى تغيير مصيرها ومصير العالم بأكمله وليس المنطقة.
مثل هذا التوقع انتاب الكثير من الناس، وكأن البعض صار يتلهف لوقوع حرب قادمة حتى تنكشف هذه المفاجأة، وربما تتلهف إسرائيل أيضا لخوض حرب أخرى فضولا منها لمعرفةماهية المفاجأة وإن لم تكمل استعداداتها وتجهيزاتها العسكرية، هذا إذا ما ردعتها هذه المقولة والعبارة عن خوض أية حرب أخرى خوفا من قوة مفعولهذه المفاجأة التي تعتقد إسرائيل بأنها لن تحمد عقباها.
من جانب آخر، فإن سماحة السيد بدا واثقا جدا من أن هذه المفاجأة ستتمكن من تغيير مصير الحرب والمنطقة، فعندما قال ''إن شاء الله'' فإنه أضاف المصداقية والثقة بالنفس والمعرفة التامة واليقين بأن لهذه المفاجأة مفعولها الكافي لتغيير مصير الحرب والمنطقة، وهذا ما يزيد من حيرة الإسرائيليين وتخوفهم.
بضع كلمات نطق بها سماحة السيد، ارتعدت منها فرائص الصهاينة والأميركان، وأثارت الحيرة في نفوس جميع من في العالم، ليتساءلوا عن حقيقة هذه المفاجأة الكبرى التي قد تغير مصير الحرب والمنطقة؟! والتي عجزت جميع التحليلات والتوقعات والقراءات السياسية من تحديدها أو معرفة جزيئاتها.

منقوووووووووول
وربي يوفق الجميع