بســـــــــــم الله الرحـــــــــــــمن الرحيــــــــــــــــــــــم

فمن اراد الله سبحانه وطلب الوصول اليه لان أول الدين معرفته تبارك وتعالى فعليه بالقرآن فقد ((تجلى الله تعالى في كتابه لخلقه ولكن لا يبصرون))، كما هو مروي عن أمير المؤمنين ((عليه السلام)) ومن اراد اصلاح نفسه وتهذيبها وتخليصها من امراضها فعليه بالقرآن ومن اراد اصلاح مجتمعه وإقامة أمره على السلام والسعادة والطمأنينة فعليه بالقرآن فانه الدليل لكل هدى والمرشد لكل خير وصلاح, ومن العجب انك حين يعطل جهاز تذهب إلى الجهة المصنّعة له لكي تصلحه فان صانع الشيء خبير به, واذا مرضت ـــ لاسمح الله ـــ فتذهب إلى الطبيب المختص لكي يعالج المرض, ثم عندما تريد ان تصلح النفس الانسانية ذات الاسرار الغامضة الخافية عن صاحبها فضلاً عن غيره, أو ان تضع نظاماً يكفل للبشرية سعادتها واصلاحها تلتمس العلاج عند نفس البشر الناقصين العاجزين القاصرين. ولا تذهب إلى صانع هذا الانسان وخالقه ومصوره والعارف بالنفس البشرية.
وقد صدقت ذلك ـــ أي فاعلية القرآن في اصلاح النفس والمجتمع ـــ التجربة العظيمة لرسول الله ((صلى الله عليه وآله)) فان مقارنة بسيطة بين مجتمع ما قبل الاسلام وما بعده والنقلة الضخمة التي حصلت للأمة من أناس همج جهلة متشتتين قد تفشت بينهم الرذائل يتفاخرون بالمنكرات والقبائح إلى أمة متحضرة كريمة الاخلاق ذات نظام لم ولن تعرف البشرية البعيدة عن الله سبحانه مثله وبفترة قصيرة وكل ذلك ببركة هذا الكتاب الكريم وحمله العظيم.