[frame="8 80"]حزن وعدم يقين في رام الله


كان الأمر متوقعا منذ أيام وكان الفلسطينيون ينتظرون الاعلان من مستشفى بيرسي العسكري في باريس.

اذن بالامكان القول ان معاناة الرجل قد انتهت، وهذا ما يبعث على الارتياح. ولكن هناك سؤالا في ذهن الكثير من الفلسطينيين " ماذا سيحدث الان ؟".

"انا لست حزينا" هذا ما قاله شاب في حافلة عند ميدان المنارة، وتابع: "لقد حان أجله وحان الوقت لان نتابع مسيرتنا ويفسح المجال لقيادة أخرى جديدة".

ولكن، يتابع هذا الشاب ان القيادة الفلسطينية تسير في اتجاه خاطئ. "نفس الأشخاص يتخذون القرارات ويرتكبون نفس الأخطاء. كان يجب أن يصروا على دفنه في القدس ليثبتوا للفلسطينيين انهم يناضلون لتحقيق أهداف وطنية".

وجوه بدون تعبير
لم يكن كل من رأيتهم يمتلكون هذه القدرة على التحليل.لقد تجمع البعض عند ميدان المنارة والحزن باد عليهم.

نجوى حمدي، امرأة فلسطينية شابة قالت:" لقد كان (عرفات) أبا لكل الفلسطينيين ورمزا للحرية في كل العالم".

الحزن وعدم اليقين في كل مكان، ولكن معظم الوجوه خالية من أي تعبير.التوتر الناجم عن عدم اليقين فيما يتعلق بالمستقبل مع غياب عرفات باد على الناس.

تدفق مئات الناس الى ميدان المنارة الذي يعج بالمركبات عادة، ولكن الان ترى السيارات تمر بحرص شديد حتى لا تهدد سلامة الحشود.

وسيارة فارهة ذات نوافذ سوداء وأعلام فلسطينية تشق طريقها بينما تنبعث تلاوة القران من مكبرات صوت مثبتة عليها.

سيارة أخرى أقل فخامة وعليها ملصقات تحمل صور عرفات بينما سائقها يقوم بالتأكد من ان التجار قد أغلقوا متاجرهم.

وبالابتعاد عن المنارة تبدأ الحشود بالتلاشي وجو الرهبة بالانحسار.وفي سوق الحسبة القريب لم يحاول التجار اخفاء ابتساماتهم.


العديد من الفلسطينيون قلقون لما سيحدث
وقال أحدهم، وهو رجل ذو ذقن بيضاء تبدو عليه ملامح التدين ولم يرد الافصاح عن اسمه" لقد سبب لنا عرفات المشاكل أثناء حياته وها هو يسبب المشاكل بعد موته. لدينا بضائع نريد بيعها."

بينما قال شخص اخر: " كل يوم يقتل الجيش الاسرائيلي فلسطينيا في غزة أو نابلس أو جنين وهم (عرفات وجماعته) لا يفعلون شيئا. لماذا نحزن عليه أكثر من حزننا على أي شخص اخر؟".

وعند حاجز قلنديا العسكري حيث يسيطر الجنود الاسرائيليون على حركة الدخول الى القدس، كانت المنطقة أكثر هدوءا من العادة.

يوم عادي
كان المشهد في رام الله أكثر هدوءا من العادة.

حين ورود أنباء موت عرفات بدأ الناس يفكرون بما يترتب على ذلك.

هل سيمكنهم التحرك خاصة اذا ما قامت اسرائيل بتقييد السفر من أجل تفادي القلاقل؟

في الحقيقة كان الجنود أكثر تهذيبا من العادة ربما حتى يتجنبوا استثارة أوضاع لا حاجة لها.

لم يكن هناك أثر للوحشية المعتادة التي كثيرا ما عاملوا بها الفلسطينيين على الحواجز.

قد يكون هذا الهدوء الذي يسبق العاصفة اذا منع الناس من الوصول للمشاركة في تشييع عرفات.

سألت أحد الجنود الاسرائيليين الذي كان يراقب زميلا له يقوم بايقاف بعض الفتيان من الخليل ليمنعهم من دخول القدس عن طريق هذا الحاجز: "هل تتوقعون مشاكل هذا اليوم؟"

-"لا"

جاء جوابه .

-"اذن هل هو يوم عادي ؟"

-"نعم؟"

-"وما هو شعورك ؟ هل أنت سعيد أو حزين ؟"

-"أنا سعيد".



[/frame]