( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أُوْلَـئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللّهِ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) نزلت هذه الآية حين سأل عبد الله بن جحش وأصحابه عما إذا كانوا قد أدركوا أجر المجاهدين في إنطلاقاتهم أو لا ؟!
{فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَاباً مِّن عِندِ اللّهِ وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ }آل عمران195
نزلت هذه الآية في 1/ إحدى زوجات النبي (ص) وآله أنها قالت : يارسول الله مابال الرجال يذكرون في الهجرة دون النساء ؟
2/ عن الامام علي (ع) : لما هاجر بالفواطم ( فاطمة بنت أسد ، فاطمة بنت النبي ، فاطمة بنت زبير ) ولحقت به أم أيمن وهي احدى زوجات النبي نزلت هذه الآية .
أستعرض القرآن ان برامجهم العملي وطلباتهم وأدعيتهم .. وذلك دفعاً للإشتباه والتوهم بإنه لا يرتبط بين الفوز والنجاة واعمال الإنسان ومواقفه.
وهذا لا يختص بطائفة معينة لأن الجمع يعودون في أصل الخلقة سواء ذكر او انثى فلماذا يكون التفاوت في الجزاء والثواب .
وإن الله سبحانه وتعالى كتب على نفسه أن يغفر لهولاء ذنوبهم عاجلاً من هذه المشاق والمتاعب ..
وذكر الثواب في نهاية الآية لما قاموا به من تضحية وفداء .
وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ{100} تشير الآية إلى ثلاث فئات مختلفة : 1/ السابقون في الإسلام والهجرة .
2/ السابقون في نصرة النبي (ص) وآله وحمايته واصحابه المهاجرين .
3/ الذين جاؤوا بعد هذين القسمين واتبعوا خطواتهم ومناهجهم وقبولهم الإسلام والهجرة .
وبين أن الله سبحانه وتعالى رضي عن هولاء وذلك نتيجةً لإيمانهم واعمالهم الصالحة وانهم اطاعوا الله ونفذوا ما اراده .
وانهاها بالنعمة الخالدة .. وهي الجنة .
{وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ فِي اللّهِ مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ }النحل41 هاجروا >> من دون كلمة السبيل إشارة إلى ذروة الإخلاص الذي كان يحملونه أولئك المهاجرين فهم هاجروا طلباً لرضا الله وحمايته لدينه ودفاعاً عنه .
من بعد ماظلموا > عدم ترك الميدان فوراً بل لا بد من الصبر والتحمل .
لنبوئنهم > ان المهاجرين في الله وإن كانوا في البداية يفتقدون الإمكانيات المادية المستلزمة للمواجهة . إلا أنهم في الجانب الدنيوي منتصرون .
(ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُواْ مِن بَعْدِ مَا فُتِنُواْ ثُمَّ جَاهَدُواْ وَصَبَرُواْ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ{110} فالآيه قبول واضح توبة المرتد وتشير إلى من كان مشركاً في البداية ثم أسلم المقصود ( المرتد الملّي وليس ( المرتد الفطري ) وهولاء البسطاء المخدوعون في دينهم .
(وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقاً حَسَناً وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ)(الحج:58)
لما مات عثمان بن مظعون وأبو سلمة بن عبد الأسد قال بعض الناس : من قتل في سبيل الله أفضل ممن مات حتف أنفه فنزلت هذه الآية مساوية بينهم وأن الله سيرزقهم جميعهم رزقاً حسناً .
تابع
المفضلات