بسم الله الرحمن الرحيم



وقد تصاعد في الفترات الأخيرة عدوان وتسلط هذا النظام العالمي المنحرف فراح ينتهك حقوق الشعوب الأخرى, ويبطش بكلّ من يقف بوجهه ويعتدي عليه بأنواع الظلم والتجاوز، وراح ساسته الأشرار يتبجحون بعنجهيتهم وتكبرهم وكأنهم أسياد للعالم وباقي الناس عبيد لهم، بل بلغ الأمر أنهّم وضعوا أفكارهم التسلطية العدوانية في إطار اطروحة مقيتة سموها بأطروحة (صراع الحضارات) مضمونها عبارة عن وجه آخر لقانون الغاب الذي يأكل القوي فيه الضعيف.
ثم إن هذا النظام الشيطاني أخذ في الآونة الأخيرة يوجه كلّ إمكاناته واستعداداته الضخمة في إتجاه العدوان السافر على الدين الإسلامي الحنيف, والتجاوز على مقدسات المسلمين, والتطاول على تعاليمهم المقدسة, والتشكيك بالمعتقدات الحقة, واتهام الإسلام زوراً وبهتاناً بأنّه دين خرافات ورجعية, وأنّ المسلمين إرهابيون ودمويون، لذلك ـــ وكما صرح بعض ساسة الغرب ـــ لابد من شن الحرب عليهم ومعاقبتهم، بل بلغ الأمر أنهّم أخذوا يصرّحون بأنهّم يريدونها حرباً صليبية هدفها القضاء على الإسلام وتدمير المسلمين، هذا كله بالإضافة إلى استمرارهم في خطهم الإفسادي الشرير في كلّ أنحاء العالم من خلال نشر وسائل الإفساد الخلقي, وإثارة الفتن الاجتماعية, والتشجيع على الرذيلة, والإعلام الفاضح الذي يهدف إلى مسخ الإنسان وسلب إنسانيته وجعله كالبهائم لا همّ له سوى ملءِ البطن وإشباع الفرج ليتسنى لهم بعد ذلك أن يسيطروا عليه ويوجهوه كيف ما يشاءون.
?يجب الالتفات إلى العدو الحقيقي

أما نحن المسلمون فلعلّ هذا المقدار من التجاوز والانتهاك يكفي لأن يحرك فينا روح الصحوة والتيقظ والالتفات إلى العدو الحقيقي, ومجابهته بكلّ ما في الوسع من طاقة عبر التفعيل المستمر لنظرياتنا الخاصة وعقائدنا الإسلامية السامية, وبلورة أفكار أولئك النخبة من علمائنا الأعلام وقادتنا العظام الذين يكاد ان يذهب تراثهم نهباً من جراء إنسياقنا وخضوعنا لمفاتن الغرب, ومكائده الماسونية عبر التقليد الأعمى لسلوكياتهم وأساليب معيشتهم، بل وتقليدهم في شذوذهم ومفاسدهم الممزقة للروح السامية والمخالفة للمثل والمقدسات.
والذي ينبغي ذكره هنا أنهّ مع وظهور تلك الأنظمة المتسلطة على مر التأريخ نرى هناك خط المواجهة والتحدي الذي يظهر أيضاً كسّنة اجتماعية وتاريخية من حيث الاستمرار والتكرار كضرورة ملحة للنظام المتوازن ناجمة كما يبدو من أصلين رئيسيين هما :
أ ـــ أصل متجذر ـــ هو الفطرة السليمة ـــ حيث أنّ مسألة التحدي والمقاومة هي مسألة رد فعل فطري للتسلط والظلم.
ب ـــ أصل تكاملي ـــ هو التكليف الشرعي ـــ الذي جاء لتفعيل بذرة الخير الفطرية في الإنسان ليرقى بها إلى الكمال.