تجارة الجنس في السعودية.
حذرتدراسة أجراها متطوعون في المركز السعودي لدراسات حقوق الإنسان في جدة من ازديادتجارة الجنس في المدينة الساحلية وتعاظم نفوذ مجموعات مروجة لاستغلال النساء، خاصةأنهم يمارسون تجارتهم بحرية حيث لا يمكن للأنظمة السعودية إيقافهم بسبب وضعهمالاجتماعي كرجال اعمال .
والتقت متطوعة في المركز بفتاة مغربية هربت من تحتأيدي المشرفين على استغلالها جنسيا ولجأت إلى أسرة سعودية فاضلة عرضت الأمر علىالشرطة التي أكتفت بترحيل الفتاة وفتح التحقيق مع مستغليها.
وتشير الدراسةإلى أن (ش) وهي فتاة مغربية أقامت في جدة لفترة مؤقتة وتم إحضارها إلى السعودية تحتستار العمرة وحصلت على التأشيرة من السفارة السعودية في الرباط بالمغرب بتوصية منأحد رجل اعمال يقيم في جدة وكان معها أكثر من ثمان فتيات مغربيات تم تجميعهن منبيوت البغاء هناك ومنحن تأشيرة دخول لمدة شهر واحد فقط. واشتكت (ش) من انهاوزميلاتها يقمن بعمل مرهق جدا حيث تضطرهن المسئولة عنهن وهي مصرية الجنسية تعمللحساب التاجر على ممارسة البغاء عدة مرات في اليوم وأشارت إلى انها وصلت إلىالمملكة منذ أسبوعين وأنها تمارس الجنس مع أكثر من اثنين يوميا وان المرأة المسئولةعنهن تحصل على قيمة العملية بينما لا تحصل هي على شيء تحت وعد بأنها ستمنح خمسةألاف دولار حين سفرها إلى المغرب حيث لن تتجاوز إقامتها شهر واحد هناك.
وتصف (ش) البيئة المحيطة بأنها ممارسة فضة واتجار بالنساء والفتيات دونرحمة ومحاولة للسباق مع الزمن واستغلال جسدها بأكثر ما يمكن قبل رحيلها لانتهاءتأشيرتها.
وتتحدث (ش) في اعترافات مسجلة عن توبتها وألمها في أن تساقلممارسة البغاء بجوار الحرم الشريف وعلى الأرض الطاهرة. وتشتكي من ان القانون فيالسعودية لم ينصفها في محاكمة مستغليها بل رحلت على وجه السرعة. ويعتقد المركز ان (ش) نفذت بجلدها من عقاب صارم لو طبقت عليها القوانين السعودية لمثل جرائم البغاءإلا ان الخوف من تلويث سمعة ولفت الانتباه اليه دعا متواطئون في الشرطة إلى ترحيلهابسرعة. وتوضح الدراسة المطولة كيف يمارس بعض المتنفعين من أنواع التجارة المحرمةوالممنوعة دون خوف من العقوبات .
وتوضح الدراسة ان إغراء الإيرادات الضخمةمن تجارة البغاء زاد من انتشار هذه التجارة وشجع البعض على جلب الفتيات من دولعربية مختلفة أغلبهن من المغرب تحت ستار العمرة حيث يقبض المنتفع عن كل فتاة كماأوضحت الدراسة ما معدله ألفي ريال على كل عملية واحدة. وتوضح الدراسة ان الأماكنالمفضلة لممارسة البغاء هي فنادق معينة ومناطق محمية في منطقة أبحر لا يمكن للشرطةأو هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الدخول إليها كما تنقل بعض الفتيات لأحياءسهرات خاصة إلى الرياض في بعض القصور أو بيوت كبيرة في حي دبلوماسي غرب الرياض.
وتشير الدراسة إلى ان الفتيات يعشن في أوضاع لا تليق بآدميتهن إذ تحشر أكثرمن عشرين فتاة في شقة مكونة من ثلاث غرف ولا يسمح لهن بالخروج إلا مع المسئولة عنهنوحتى الأسواق العامة لا يذهبن إليها إلا قبل سفرهن بيوم.
وأوصت الدراسةبإنشاء ملاجىء للمتضررات من تجارة النساء حيث تقدم لهن هناك كل المساعدات الممكنةطبيا وقانونيا ونفسيا وتحميهن من القوادين.
كما توصي الدراسة بتقديم مساعدةقانونية مجانية وبسن قوانين صارمة ضد المتاجرين.
تتضمن الدراسة تفاصيل مهمةويستفيد منها المركز لأغراض بحثية ولتعزيز ثقافة حقوق الإنسان في المملكة وستنشر معدراسات وتقارير أخرى ضمن الكتاب السنوي القادم.
المفضلات