بسم الله الرحمن الرحيم



وإذا أردنا أن نترجم هذه الرسالة إلى وصايا وتكاليف من الإمام ((عليه السلام)) إلى شيعته استخلصنا النقاط التالية

1 ـــ تذكر الإمام ((عليه السلام)) دائماً والدعاء له بالتأييد والنصرة والحفظ والتوسل به في طلب كلّ الحوائج وترقب ظهوره ((عليه السلام)).
2 ـــ أن يكون المسلم على مستوى ما يريده الإمام ((عليه السلام)) منه من الالتزام بالشريعة والأخلاق الفاضلة والآداب السامية والعقائد الصحيحة في ضوء ما وردنا عن المعصومين ((عليهم السلام)) حتى يفخر بكم إمامكم, ويقول: هؤلاء شيعتنا المتأدبون بأدبنا وكما أوصاكم الإمام الصادق ((عليه السلام)) : ((كونوا لنا زيناً ولا تكونوا علينا شيناً)), وقد خصصنا الشكوى الأولى( لبيان صفات المسلم الحق التي هي صفات أنصار الإمام ((عليه السلام)).
3 ـــ التمسك بالحوزة الشريفة ممثلة بعلمائها وفضلائها الواعين المخلصين الذين لا يصدونكم عن هدى ولا يوردونكم الردى, فإنهّم ورثة الأنبياء و أمناء الرسل ((عليهم السلام)) والإدلاء إلى طاعة الله تعالى وهم امتداد أهل بيت العصمة ((عليهم السلام)) الذين وصفهم الإمام السجاد ((عليه السلام)) بأنهم : ((المتقدَّم لهم مارق والمتأخَّر عنهم زاهق واللازم لهم لاحق)), فكونوا ملازمين لهم مطيعين, ولا تعرضوا عنهم, وتخلفونهم وراء ظهوركم فتهلكوا, ولا تنساقوا وراء أهوائكم, فتنشغلون بالتفتيش عن عيوبهم ونقائصهم مادام خطهم العام هو حفظ الدين وهداية الناس وإصلاحهم.
4 ـــ رفض التبعية للغرب والمحافظة على شخصيتنا الأصيلة بكلّ عناصرها سواء في المظهر, أو في العقيدة, أو في الفكر والثقافة, والنظر إلى ما يأتينا منه بعين البصيرة, والالتفات إلى قبائحه ومساوئه والأمراض النفسية والاجتماعية والأخلاقية التي تعصف بمجتمعاتهم, وستأتي على بنيانهم من القواعد عمّا قريب ما لم يعودوا إلى طريق الصواب الذي بدأت الدعوات من مثقفيهم و مفكريهم تتصاعد بالمطالبة به إلا أنهّا لا تجد آذاناً صاغية بسبب طغيان المادة وإضلال المضلين واتباع الشهوات.
5 ـــ العمل على حفظ وحدة المجتمع والوقوف في وجه من يشق عصا المسلمين ويلقي بينهم بذور الخلاف، قال تعالى : ]وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ[
6 ـــ الغيرة على الدين, وعلى حرمات الله, وأداء وظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, فقد آلمني ما سمعت من إن الإفطار كان علنياً وبوضوح داخل الجامعات في شهر رمضان المنقضي من دون أن يتصدى المؤمنون لردعهم ولو قاموا جميعاً بوظيفتهم هذه لأوجدوا زخماً اجتماعياً لا يستطيع أولئك الأشقياء أن ينتهكوا حرمات الله في هذا الشهر العظيم.