اخي الكريم ابن الإسلام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك من أقوال الحبيب المصطفي صلى الله عليه وآله ما يدل على أن الإنسان يصل به ان يكون مع النبي في الجنة ومنها الحديث المعروف حيث قال رسول الله : أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة . وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى .
ثم بحثت كثيرا في محاولة ان افيدك .واتيتك بنص من محاضرة لسماحة الشيخ حبيب الكاظمي .
إن طبيعة علاقة الإنسان مع ربه، علاقة متوترة.. وهذا ما تشير إليه آيات مختلفة في القرآن الكريم، حيث يفهم منها حالة العتاب الإلهي الشديد للإنسان: {وَمَا قَدَرُواْ اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ}، {قُتِلَ الْإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ}، {يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ}، {إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ}.. ومن هنا فرب العالمين برأفته ولطفه، جعل مواطن مخصوصة منتسبة إليه، وكأن من دخل هذه المواطن، خرج من دائرة العتاب الإلهي.. كالذي يدخل قصر السلطان -مثلاً- في يوم مميز عنده، فإنه يشمله العفو، ويظفر بالجوائز القيمة.. ومثله أيضاً كما هو المتعارف عليه في الدول -هذه الأيام- في عيد التحرير أو ما شابه ذلك، من إطلاق سراح المساجين.. وقد يكون -في بعض الحالات- محكوماً عليهم بالإعدام، أو بالقضاء في السجن لسنوات طويلة.
إن المؤمن عليه أن يستغل هذه الفرص الزمانية والمكانية، لاستجلاب الرحمة الإلهية.. ومن المناسب أن نذكر هذه الراوية الجميلة: عن ثابت البناني قال: كنت حاجّاً وجماعةَ عٌبَّاد البصرة، مثل أيوب السجستاني، وصالح المري، وعتبة الغلام، وحبيب الفارسي، ومالك بن دينار.. فلما أن دخلنا مكة، رأينا الماء ضيقاً، وقد اشتد بالناس العطش لقلة الغيث.. ففزع إلينا أهل مكة والحجاج، يسألونا أن نستسقي لهم، فأتينا الكعبة وطفنا بها، ثم سألنا اللـه خاضعين متضرعين بها، فَمُنعنا الإجابة.. فبينما نحن كذلك، إذا نحن بفتىً قد أقبل، قد أكربته أحزانُه، وأقلقته أشجانُه، فطاف بالكعبة أشواطاً، ثم أقبل علينا فقال: يا مالك بن دينار، ويا ثابت البناني، ويا أيوب السجستاني، ويا صالح المري، ويا عتبة الغلام، ويا حبيب الفارسي، ويا سعد، ويا عمر، ويا صالح الأعمى، ويا رابعة، ويا سعدانة، ويا جعفر بن سليمان!.. فقلنا: لَبَّيك وسعدَيك يا فتى. فقال: أما فيكم أحد يحبه الرحمان؟.. فقلنا: يا فتى علينا الدعاء وعليه الإجابة. فقال: ابعدوا من الكعبة، فلو كان فيكم أحد يحبه الرحمان لأجابه.. ثم أتى الكعبة، فخر ساجداً، فسمعته يقول في سجوده: سيدي!.. بحبك لي إلاّ سقيتهم الغيث، قال: فما استتم الكلام حتى أتاهم الغيث كأفواه الْقُرَب، فقلت: يا فتى، من أين علمت أنه يحبك؟.. قال: لو لم يحبني لم يستزرني، فلما استزارني علمتُ أنّه يحبني، فسألتُه بحبه لي فأجابني.
* فإذن، إن الفائدة التي نخرج منها: أن الزيارة دعوة، والذي يذهب إلى أي من المشاهد المشرفة، فليعلم بأن هنالك كرامة وضيافة في البين.
وإن شاء الله الإخوه والأخوات الأعضاء مايقصرو في إفادتنا جميعا
المفضلات