بسم الله الرحمن الرحمن
الابن العزيز
ابن الاسلام
بالتأكيد نحن لسنا مفكرين ومتفرغين للبحث الديني والعقائدي
انما نستعين بكتابات الكبار الذين نستفيد من خبرتهم وبحثهم
لذلك وبعد بحث طويل عن سؤالك وجدت مقال للدكتور (عباس طاهر )
وسانقله لك كما ورد
لا يخفى على أحد منا أن عملية التغيير والتطوير الذاتي ليست ســـهلة ، لأنها تمثل ممارسة إنسانية صحيحة ، وهي عملية بناء الذات ، وهذه الممارسة ليست بالسهلة لأن ورائها ألف هادم من جنود الشيطان على طول الوقت ..
حيث يمارس الشيطان شتى أنواع الأساليب الماكرة لإيقاع الناس في فخ الانحراف و إبعادهم عن طريق الهداية والاستقامة ، وقد وعد الشيطان بذلك بقوله ((لأغوينهم أجمعين)) ، وهو في حركة دائبة لا يملّ ولا يتعب بل يستمر بوضع العراقيل ، واختلاق الحجج التي تمكن الإنسان من التباطؤ في ممارسة العملية التغيرية للوصول إلي هدفه المقدس كما في قول الشاعر :
متى يبلغ البنيان يوماً تمامه
إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم
ولو ألف بانٍ خلفه هادم كفى
فكيف ببانٍ خلفه ألف هادم
ولو استطاع هذا الإنسان الاستمرار في العملية التغيرية والتصدي لمحاولات الشيطان فإنه سيرتقي سلم الكمال ، ويكون أفضل من الملائكة ، ويكون بذلك قد بلغ الهدى والرضوان وبلغ مرتبة الصديقين ، و نال السعادتين في الدنيا والآخرة محققاً رضوان الله ((ورضوان من الله أكبر)) ، والوصول إلى هذا المقام يحتاج إلى إرادة قوية وعزم جاد على التغيير ، و توكل حقيقي على الله سبحانه لأن الطريق وعر وملئ بالأشواك والمخاطر قال تعالى : (( وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين ( ( ( الأنفال7 )
وعن رسولنا الكريم (ص): ( أمرنا صعبٌ مستصعب لا يتحمله إلا نبي أو وصي نبي أو عبد امتحن الله قلبه بالإيمان ) .
نعم أيها الأحبة ... إن من يبلغ الهدف بالوصول إلى مرتبة الصديقيّن هو أرفع منزلة وأعلى مقامًا ممن يبلغ منتصف الطريق ، وهذا النموذج أفضل من الذي ضيع الهدف ونازلته رياح الهوى وحب الدنيا ، فانتصرت عليه وغلبته ، وقذفت به في موج الشهوات ، حتى أصبح يلهث وراء حطام الدنيا الفانية كاللاهث وراء السراب في البيداء .
لقد تجاوز هذا النوع من الناس على حرمات أنفسهم ، ولوّثوا ذاتهم المقدسة ، وأسكنوا قلوبهم الشيطان وجنده ، وبذلك خانوا أمانتهم ، و تعدوا على حرمات أنفسهم وعلى حرمات الله لأن القلب حَرمُ الله كما يقول الإمام الصادق(ع) : (القلب حرم الله فلا تسكنوا غير الله في حرمه) .
إن مثل هذا النموذج الإنساني قد لوّث فطرته وأمات قلبه ، فتحول إلى كتلة من السلوك المنحرف بعيداً عن كل القيم الإنسانية والإسلامية التي أوصى بها الجليل سبحانه ، فأصبحوا كالأنعام لا بل أضل سبيلاً .
أحبتي في الله حفظكم الله جميعاً وهداكم إلى سبيل الرشاد...
السطور التي بين أيديكم ما هي إلا محاولة متواضعة للولوج إلى عالم النفس ، والسعي لتذكيرها وتغييرها بالإسلام ، وتطويرها بالعمل الإيجابي البنّاء خطوةً خطوة لتتمكن من الوصول إلى أهدافها المقدسة ، لتحقيق السعادتين الدنيوية والأخروية .
أخوتي و أخواتي في الله هذه السطور المتواضعة غير كاملة لأن كاتبها لا يدعي الكمال ، فالكمال لله وحده سبحانه وتعالى ، وهو سائر معكم في طريق التغيير عسى الله أن يوفقه لذلك لكي يحقق بذلك مرضاة الله سبحانه ... نسأله تعالى أن يوفقنا للأعمال الصالحة ، وأن يجعلنا من الذين يســـتمعون القول فيتبعون أحسنه أنه سميع مجيب .
والحمد لله رب العالمين
((يتبع))
المفضلات