القسم الأول :

مع الإنسان في تكوينه الأولي :

من المعجزات العظيمة لله تعالى هي خلق الإنسان ، حيث جمع فيه الصفات الملائكية والصفات الحيوانية ، فخلق الإنسان من قبضة طينية ونفخة إلهية ((خُلق من طين لازب)) ((فنفخت فيه من روحي)) وقد مثلت القبضة الطينية الشهوة ، ومثلت النفخة الإلهية العقل ، فالإنسان في وجوده التكويني يحوي عنصرين : أحدهما مادي والثاني معنوي ، فالعنصر المادي يمثله الجسم ، و العنصر المعنوي يمثله العقل ، وميدان الصراع بين العنصرين هو الجسم المادي من خلال حركاته الوظيفية في السمع والبصر والكلام والتنفس والحركة والأكل والشرب وغيرها من الوظائف والفعاليات التي يمارسها الإنسان في كل لحظة من لحظات حياته ، فإذا غلب العقل الشهوة ، وسيطر عليها وأخضعها لنظامه يكون الإنسان بذلك أفضل من الملائكة لأن الملائكة خلقت وفيها العقل دون الشهوات ، أما إذا سيطرت الشهوات على العقل فيكون الإنسان أضعف من الحيوان و عبداً لشهواته ، ويصبح قلبه عشاً من أعشاش الشيطان ، فيتحول بعد ذلك الإنسان إلى حالة بهيمية متمردة خارجة على واقعها الإنساني لأن الله سبحانه حينما خلق الإنسان أراد منه أن يرتقي إلى مستوى المسؤولية ليكون الخليفة الحقيقي لله تعالى كما أراد له ذلك ، ولكن حينما تنازعه الشهوات الشيطانية وتسيطر عليه ، وتتحكم في عقله حينئذ يتحول هذا الإنسان إلى حالة بهيمية ، ويكون خارجاً عن الحدود المرسومة له في دائرة الخلافة الإنسانية على الأرض ، وينطبق عليها الوصف القرآن : ))إن هم كالأنعام بل أضل سبيلاً (( .

التغيير رسالة هذا الدين:

التغيير والحركة هما وسيلتان للوصول الى الغاية المثلى الاوهو رضوان الله تعالى وقربه ، ومن خلال هذه الحركة يتكامل الانسان ويبلغ نضجه ورشده وسموه بقدر ماينال من قرب الله تعالى.

وحقيقة هذه الحركة هي تفعيل المواهب التي اودعها الله تعالى في نفس الانسان ومن هذه المواهب هي: المعرفة،واليقين،والاخلاص،والايثار،والرحمة،والحلم،و الحلم،والشجاعة،والقوة،

والعطاء،والتضحية،والصدق،وكما يكمن في نواة الثمرة كل خصائص النخلة ،الا ان الفلاح يفعل هذه الخصائص الكامنة في النواة الصالحة ،والماء والنور ،والهواء ،والعناية .كذلك بوسع الانسان ان يقوم بتفعيل ما اودع الله تعالى في نفسه من المواهب وهذا التفعيل هو حركة الانسان التكاملية الى الله تعالى وبعكسه وسقوطه وخسرانه. وليس للانسان بين العروج الى الله تعالى والفلاح ، وبين السقوط والخسران حالة ثالثة .فاما ان يكون في حالة الخسران والسقوط وهي الحالة العامة التي عليها اكثر الناس واما ان يكون في حالة الحركة والعروج الى الله ،وهي الحالة التي عليها قلة من عباد الله ، وللاسف ان تكون الحالة الاولى هي الحالة الاولى هي الحالة العامة والحالة الثانية هي الاستثناء. وسورة العصر تبين هذه الحقائق جميعا .تبين ان الانسان بين العروج والسقوط وليس بينهما حالة ثالثة .يقول تعالى {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} (16) سورة ق ، {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} (4) {ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ } (5) {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ} (6) سورة التين

هذه الايات الكريمة تحدد المسيرة العامة للانسان الذي لايلتزم بالعلاقة الطيبة مع الله فهو الى الخسران والسقوط

{وَالْعَصْرِ} (1) {إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ } {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} (3) سورة العصر

ونلاحظ من الايات السابقة ان التغيير والعروج والكمال هي الحالة الاستثنائية في حياة الناس {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ} (25) سورة الإنشقاق {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ}(6) سورة التين {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}(3) سورة العصر،

والانسان الذي لايسعى ويتحرك باتجاه عملية التغيير يعبر عن حالة السقوط والتداعي والخسران ، لان الانسان او اي كائن في هذا الوجود صائر الى فناء ،لذلك ان كل لحظة من لحظات الحياة لايستثمرها الانسان في حركة التغيير والتكامل والعروج نحو الله فقد خسر شطرا من الطريق وفرصة من فرص الحركة والتكامل والتغيير وهذا هو الخسران فقد روي عن المعصومين (ع)

(( من تساوى يوماه فهو مغبون ومن كان امسه افضل من يومه فهو ملعون ومن لم يرى الزيادة في دينه فهو الى النقصان ومن كان الى النفقصان فالموت خير له ))

عوائق التغيير:

لهذا التغيير عوامل وعوائق ،ولايتم التغيير الا من خلال هذه العوامل وازالة هذه العوائق ، ومن خلال هذه العوامل العقل والارادة ، والفطرة ، والضمير،ومن هذه العوائق الهوى والانا الكامن في داخل النفس ، والمغريات والفتن المنتشرة في ساحة حياة الانسان ،ويكون للشيطان دور كبير في تحريك الفتن باتجاه الاهواء من خلال تزيينها والاهواء باتجاه الفتن والاهواء من خلال اثاراتها ،ويغري الانسان بذلك في ساحة الصراع. فالتغير يواجه هذا المثلث المرعب( الاهواء-الفتن-الشيطان).

والانسان في كل لحظة من لحظات حياته يصارع هذه القوى الثلاث المسلحة بكل الوسائل الممكنة للاطاحة به واسقاطه في مثلثها .

لذا يستثعر الانسان المتغيير بلذة الانتصار حينما يواجه هذه القوى الثلاث المتمردة عليه ويمنعها من التجاوز على حرمات نفسه .

فالهوى والانا لهما سلطان التاثير السلبي على حياة الانسان من خلال الدور الشيطاني الخبيث العامل على تقوية هذه العوامل في داخل النفس واخراج الانسان من ولاية الله الى ولايته وسلطانه ، {وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }الأعراف176

{وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً }الكهف28

{فَلاَ يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لاَ يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى }طه16

{أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً }الفرقان43

وحينما يسيطر الهوى والانا على الانسان تظهر علاماته السلوكية واضحة من خلال المظاهر السلبية التالية:

الاستكبار والاستعلاء، وقد مقت القرآن الكريم هذه المظاهر باعتبارها خارجة عن حدود وامكانات الانسان {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ }القصص83

الطغيان والغرور التي هي من مخلفات الهوى والانا ،فينشد الانسان اليها من خلال تحريك الذات ، وهذا ماعبر عنه القرآن الكريم احسن تعبير في وصفه للانسان المغلوب في هواه ان ليطغى {كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى }العلق6.

ان اول من سيطر هواه وانانيته وأستكبر على الله تعالى هو ابليس لعنه الله اذا تمرد على اوامر الله تعالى من خلال رؤيته لنفسه انه افضل من ادم في خلقه {قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ }الأعراف12 ، وقد اخذ فرعون ومن سار على نهجه من سنة ابليس كل العناوين السيئة ،فجمعن كل الصفتت الخبيشة في مثلث السوء (الهوى-الفتن-الشيطان) ليخرج بصوت الهوى والانا والطغيان والتكبر حينما قال له الشيطان وهو يقود سيات أفعاله واقواله في حالة متمردة على الله تعالىقل {فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى }النازعات24 وقاده الى تحدي اخر حينما امر وزيره هامان {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ }غافر36

فقدأستخدم الشيطان كل ادواته الخبيثة لانحراف الانسان وضمه الى حزبه {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }إبراهيم22،

وقد حذر المولى سبحانه في القرآن الكريم من أفعال الشيطان في الكثير من الايات من هذا الدور الخبيث للهوى والانا والشيطان.

{فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }القصص50

{أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ }الجاثية23

وحينما يسيطر الهوى ويستحكم في داخل النفس تبرز قوة الانا وعلامة الطغيان والاستكبار على طاعة الله تعالى من خلال التحدي الجاهل ، والطغيان والاستكبار هما العلامة البارزة لسيطرة الهوى والانا على الانسان .

{كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى }العلق6

{اسْتِكْبَاراً فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً }فاطر43

{وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَاراً }نوح7

وان اول من مهد لعملية الطغيان والاستكبار من خلال سيطرة الهوى والانا عليه هو الشيطان حينما تمرد على الله ورفض السجود الى نبي الله آدم (ع)

{قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ }الأعراف12

{قَالَ لَمْ أَكُن لِّأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ }الحجر33

{قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ }ص76

فنلاحظ من خلال الشواهد القرانية ان كل العوامل السلبية التي تسيطر على الانسان تبني حجابا خاصا وسدا منيعا لمنع الانسان من التغيير والتحرر من قيود واغلال هذ المثلث الرهيب ، الذي ان سيطر على الانسان تحول الانسان الى حالة حيوانية متمردة بل اشد من ذلك. {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} (179) سورة الأعراف

وهناك اكثر من 55 اية في القران تتحدث عند دور الشيطان في حياة الانسان وتحذر منه.

{فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ }البقرة36

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ }البقرة168

{الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }البقرة268

{وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا} (119) سورة النساء


((يتبع ))