هل العين بعد السمع تكفي مكانه *** أم السمع بعد العين،يهدي كما تهدي؟
لعمري لقد حالت بي الحال بعده، *** فيا ليت شعري كيف حالت به بعدي
ثكلت سروري كله إذ ثكلته، *** و أصبحت في لذّات عيشي أخا زهد
أريحانة العينين والأنف و الحشا *** ألا ليت شعري، هل تغيرت عن عهدي
سأسقيك ماء العين ما أسعدت به *** وإن كانت السقيا من العين لا تجدي
أعينيّ جودا لي،فقد جدت للثرى، *** بأنفس مما تُسألان من الرفـــــد
أقرة عيني،قد أطلت بكاءها *** و غادرتها أقذى من الأعين الرمد
أقرة عيني، لو فدى الحي ميّتاً *** فديتك بالحوباء أول من يفدي
كأني ما ***متعت منك بضمة *** و لا شمة في ملعب لك أو مهد
ألام لما أبدي عليك من الأسى *** و إني لأخفي منه أضعاف ما أبدي
محمد، ما شيء توهم سلوة *** لقلبي إلاّ زاد قلبي من الوجد
أرى أخويك الباقيين كليهما *** يكونان للأحزان أورى من الزند
إذا لعبا في ملعب لك لذّعا *** فؤادي بمثل النار عن غير ما قصد
فما فيهما لي سلوة،بل حزازة *** يهيجانها دوني، وأشقى بها وحدي
وأنت،وإن أفردت في دار وحشة *** فإني بدار الأنس في وحشة الفرد
أود إذا ما الموت أوفد معشراً *** إلى عسكر الأموات ، أني من الوفد
ومن كان يستهدي حبيباً هدية *** فطيف خيال منك في النوم أستهدي
عليك سلام الله مني تحيـــــّة *** ومن كل غيث صادق البرق و الرعد