إن من أول أشراط الساعة الكبرى وعلاماتها العظمى ظهور المهدي ،

يلي أمر هذه الأمة ، ويجدد لها دينها ، فيحكم بالإسلام ، وينشر العدل بين الناس ، لايترك سنة من سنن الإسسلام

إلا أقامها ، ولايدع بدعة إلا رفعها ، وتنعم الأمة بأسرها في زمانه نعمة لم يسمعوا بمثلها قط ، هذا وخروج

المهدي عند العلماء وأهل السنة والجماعة حقيقة ثابتة بالنصوص الصحيحة .

وهاأنا أستعرض مع القارئ الكريم ماورد في شأن المهدي مماتدعو إليه الحاجة مثل : اسمه ، واسم أبيه ،

ونسبه ، وشيئا من سيرته، مع ذكر الأحاديث الصحيحة التي تدل على ظهوره ، وبالله التوفيق .

اســــــــمه واســـــم أبيه:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لقد ورد في السنة الصحيحة أن اسم المهدي واسم أبيه يوافق اسم النبي عليه الصلاة والسلام واسم أبيه .

فعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

(لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث الله فيه رجلا مني – أو من أهل بيتي – يواطيء اسمه اسمي ،
واسم أبيه يملأ الارض ....الحديث)

وفي رواية أخرى : ( لاتنقضي الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي)

وهكذا فاسم المهدي ( محمد ) واسم أبيه (عبدالله)



نســـب المهدي :
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وأما نسب المهدي فلاشك أيضا أنه من أهل بيت رسول الله عليه الصلاة والسلام ، فالروايات الكثيرة تنطق أنه من ولد فاطمة رضي الله عنها،

عن أم سلمة رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول:

( المهدي من عترتي من ولد فاطمة)

حديث حسن رواه أبو طاود برقم \ 4284\

وقوله عليه الصلاة والسلام في كل الروايات السابقة عند الكلام عن نسب المهدي :

( ....... ثم يخرج رجل من عترتي ، أو من أهل بيتي ...الاحاديث...)

فهذه الأخبار كلها تؤكد أن المهدي من ذرية رسول الله عليه الصلاة والسلام من ولد فاطمة الزهراء ، وهذا ماعليه جماهير الأمة ، فلا يسوغ العدول عنه ولا الاتفات إلى غيره من الأحاديث الضعيفة الموضوعة لأغراض وأهواء خاصة ...



صفات المهدي وأعماله الدالة عليه:
ـــــــــــــــــــ

من صفات المهدي الواردة في السنة أنه خفيف شعر النزعتين عن الصدغين ، إذ قد ذهب شعر رأسه إلى نصفه ، ومن صفاته أيضا :

أنه طويل الأنف ، دقيق عند أرنيته ، مع حدب في وسطه ، كما ورد في الحديث عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول:

( المهدي من ، أجلى الجبهة ، أقنى الأنف ، يملأ الأرض قسطا وعدلا ، كما ملئت جورا وظلما ، ويملك سبع سنين )

ومن الأمور الدالة عليه ، أنه يخرج في زمان ساد فيه الجور والظلم ، فيقيم هو بأمر الله العدل والحق ، ويمنع الظلم والجور ، وينشر الله به لواء الخير على الأمة ، حيث يسقيه الله الغيث فتمطر السماء كثيرا لاتدخر شيئا من قطرها ، وتؤتي الأرض أكلها لا تدخر عن الناس شيئا من نباتها ، وتكثر المواشي بسبب الخيرات ، ويفيض المال فيقسمه بين الناس بالسوية .

فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

(يخرج في آخر أمتي المهدي ، يسقيه الله الغيث ، وتخرج الأرض نباتها ، ويعطي المال صحاحا ، وتكثر الماشية ، وتعظم الأمة ، يعيش سبعا ، أو ثمانيا ، يعني حججا )




زمن خروج المهدي ، ومكانه ، ومدة مكثه في الأرض :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ

ليست هناك روايات صحيحة صريحة تدل على مكان خروجه ،

أو الزمن الذي يخرج فيه ، ولكن استأنس أهل العلم في بيان ذلك من مفهوم بعض الروايات وإن لم تكن قطعية .

فقال الحافظ ابن كثير في الفتن والملاحم :
( يكون ذلك في آخر الزمان ، ويكون ظهوره من بلاد المشرق ، لا من سرداب سامراء كما تزعمه الجهلة من أنه موجود فيه الآن وهم ينتظرون خروجه في آخر الزمان ، فإن هذا نوع من الهذيان ، وقسط كثير من الخذلان وهوس شديد من الشيطان)

ويقول أيضا في نفس المصدر :

( وأظن ظهوره يكون قبل نزول عيسى عليه السلام كما دلت على ذلك الأحاديث)

وإلى القارئ الكريم بعض الروايات التي يستأنس بها في هذا الموضوع .

عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال :

قال رسول الله عليه الصلاة والسلام :

( لاتزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة فينزل عيسى فيقول أميرهم :
تعال صل بنا ، فيقول : لا ، إن بعضكم على بعض أمراء ، تكرمةالله لهذه الأمة )

فمن الملاحظ في هذه الرواية عدم تعيين اسم الأمير الذي يصلي إماما حتى بالنبي عيسى عليه السلام .

ولكن هناك رواية أوردها ابن القيم رحمه الله في المنار المنيف يلفظ : فيقول أميرهم المهدي : تعال صل بنا ... إلى آخر الحديث )

ثم قال ابن القيم رحمه الله بعد أن أورد الحديث : وهذا إسناد جيد.

وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله عليه الصلاة والسلام :

( يكون اختلاف عند موت خليفة ، فيخرج خليفة من بني هاشم فيأتي مكة فيستخرجه الناس من بيته بين الركن والمقام ، فيثجهز إليه جزء من الشام أخواله من كلب فيجهز إليه جيش فيهزمهم الله فتكون الدائرة عليهم ، فذلك يوم كلب ، الخائب من خاب من غنيمة كلب ، فيستفتح الكنوز ويقسم الأموال ، ويلقي الإسلام بجرانه إلى الأرض فيعيشون سبع سنين أو قال تسع )

وفي رواية أخرى ( .... فيخرج رجل من أهل المدينة هاربا إلى مكة ، فيأتيه ناس من أهل مكة فيخرجونه وهو كاره فيبايعونه بين الركن والمقام ، فبعث إليه بعث من الشام ....)

الحديث بطوله مع اختلاف يسير في الألفاظ.



ومن مجمل الروايات يتضح لنا – إما منطوقا أو مفهوما – بأن المهدي رجل صالح يخرج من جهة الشرق ويأوي إلى مكة هاربا من المدينة ، فيبايع بين الركن والمقام عند الكعبة المشرفة ، فيبعث اليه جيش لقتله فيخسف بهم ، وينصره الله ويؤيده فيحكم بالإسلام .

وينشر العدل بين الناس ، ويعم الرخاء والنعمة بزمانه ، ويلتقي مع نبي الله عيسى عليه السلام فيؤم الأمة وعيسى عليه السلام يصلي خلفه ، ويخرج معه ويساعده على قتل الدجال ، ويعيش سبع او تسع سنين.

أتمنى أن يكون في هذا الموضوع الفائدة المرجوة ..