ونواصل بقصص عن الأب

********

(33)

الإمام أمير المؤمنين (ع) يُكرم الوالد

ورد على أمير المؤمنين (ع) ضيفان أب وابن، فقام إليهما وأكرمهما وأجلسهما في صدر مجلسه وجلس بين أيديهما، ثم أمر بطعام فأُحضر فأكلا منه ثم جاء قنبر بطست وإبريق خشب ومنديل، وجاء ليصب على يد الرجل، فوثب أمير المؤمنين (ع) وأخذ الإبريق ليصبّ على يد الرجل، فتمرّغ الرجل في التراب وقال: يا أمير المؤمنين الله يراني وأنت تصب على يدي.

قال (ع) اقعد واغسل فان الله عز وجل يراك وأخوك الذي لا يتميز منك ولا ينفصل عنك يخدمك، يريد بذلك في خدمته في الجنة فقعد الرجل. فقال له (ع): أقسمتُ بعظيم حقي الذي عرفته ونحلته وتواضعك لله حتى جازاك عنه بأن تدنيني لما شرّفك به من خدمتي لك لما غسلت مطمئناً كما كنت تغسل لو كان الصابّ عليك قنبراً. ففعل الرجل ذلك. فلما فرغ ناول الإبريق محمد بن الحنيفة وقال: يا بني لو كان هذا الابن حضرني دون أبيه لصببتُ على يده ولكن الله عز وجل يأبى أن يساوي بين ابن وأبيه وإذا جمعهما مكان، لكن قد صبّ الأب على الأب فليصب الابن على الابن. فصبّ محمد بن الحنيفة على الابن.


(34)

ثمرة الإساءة للولد

رأى رجل يونس بن عبد الله الخياط وهو قابض على رقبة أبيه بيده قبضة شديدة، فتقدم الرجل وخلّص أباه من يد يونس ولامه على فعله: فقال الأب: لا تلمه إنه ابني وقد فعل ما فعلت أنا بأبي.

يتـبــع ،،،

********