ونواصل باقي القصص حول الأب ،،

********

(30)

تقبيل قدم الوالد

كان المرحوم آية الله العظمى السيد المرعشي النجفي كثير الإكرام والاحترام لوالديه اللذين لهما حق تعليمه وتربيته، وقد أدّيا ذلك في أعلى مستوى، حتى في أيام صباه حيث كانت أُمه تأمره أن يذهب ويوقظ أباه من نومه كان يستصعب هذا الأمر بأن ينادي أباه ويوقظه من نومه.

وكان المرحوم آية الله العظمى المرعشي النجفي يقول: عندما كنت في النجف الأشرف أمرتني أمي أن أدعو أبي للغذاء. فلما صعدت الطبقة العلوبة من الدارة رأيت والدي مستغرقاً في مُطالعة كتبه وقد أخذه النوم، بقيت متحيراً كيف أعمل؟ هل أستجيب لأمر أمي وأُوقظ والدي من نومه لعلّ هذا يسبب انزعاجاً له وعدم الارتياح أم أتركه؟

فانحنيت وقبّلت قدمه عدّة مرات وعلى أثر التقبيل استيقظ والدي من النوم، ولما عرف علاقتي الشديدة به وأدبي واحترامي له قال: شهاب الدين هذا أنت؟ قلت : نعم يا أبتاه .. فرفع إلى السماء ودعا قائلاً: بنيّ رفع الله تعالى منزلتك وجعلك من خدّام أهل البيت (ع)

ثم قال المرحوم آية الله العظمى المرعشي النجفي،: فجميع ما أملك هو نتيجة دعاء أبي.

وكان كثيراً ما يقول: ما نلتُ هذا المقام والشأن إلا بدعاء أبي.


(31)

لم يُكرم أباه فخرجت النبوة منه

قال الإمام الصادق (ع):

لما أقبل يعقوب النبي (ع) إلى مصر، خرج النبي يوسف (ع) ليستقبله –وهو في حشد من المواكب الملوكية- فلمّا رآه يوسف همّ بأن يترجّل ليعقوب ثم نظر إلى ما هو فيه من الملك فلم يفعل، فلمّا سلّم على يعقوب (ع) نزل جبرائيل (ع) فقال له: يــا يوسف إن الله تبارك وتعالى يقول لك: ما منعك أن تنزل إلى عبدي الصالح إلا ما أنت في، أبسط يدك، فبسطها فخرج من بين أصابعه نور، فقال: ما هذا يا جبرائيل؟ فقال: هذا نور النبوة فإنه لا يخرج من صلبك نبي أبداً عقوبة لك بما صنعت بيعقوب ولم تنزل إليه.


يتـبــع ،،،

********