السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد



********

(13)

أُويس القرني وأطاعته للأم

كان أُويس القرني يعيش في موطنه (احدى ضواحي اليمن)، ومع أنه لم يشاهد الرسول (ص) ولم يرشده أحداً، لكنه عرف انه مرسل من الله تعالى، وأنّه على الحق من خلال سماعه لصفاته، فأسلم بعد ذلك.

كان يرعى الأبل ليؤمّن معاشه البسيط ومعاش أمّه، وكان رجل طاهر الفطرة ونقي السريرة يحترم القيم الإنسانية العالية ولهذا كان يعظّم ويقدّر أمه بشدّة، ولأجل خدمة أُمّه وعدم بقاؤها وحيدة لم يُسافر أبداً، ولكن عشقه لرسول الله (ص) المتأصل في قلبه جعله يستأذن من أُمّه مجبوراً للسفر إلى المدينة طلباً للقاء رسول (ص).

وافقت أمه بشرط أن لا يطول بقاؤه أكثر من نصف يوم، وقالت له: إذا لم تجد الرسول في المدينة فعُد فوراً.

شدّ أويس رحاله بشوق وهيجان للسفر إلى المدينة واللقاء بالرسول (ص) ولكن عند وصوله المدينة علِم بأن الرسول (ص) مسافراً،جاء أويس إلى بعض أصحاب الرسول (ص) وقال لهم: أنا مضطراً للرجوع إلى اليمن وإذا جاء الرسول (ص) بلّغوه سلامي.

رجع أويس إلى أمه، فعندما عاد الرسول (ص) من السفر إلى المدينة سأل: لمن هذا النور الذي يشع في البيت ؟!

قالوا للرسول (ص): راعي أبل جاء من اليمن يطلب لقائك، وقد عاد أدراجه لذهابك إلى السفر ويبلّغك سلامه.

قال الرسول (ص): نعم، هذه هدية أويس تركها وذهب.


(14)

أجر أُنس ليلة مع الأم

جاء شاب قوي إلى رسول الله (ص) وقال: أرغب بالجهاد، ولكن أمي لن ترضى.

قال الرسول (ص): ارجع إلة أُمّك، والذي بعثني بالحق رسولاً، أُنسها بك ليلة أفضل من جهادك سنة في سبيل الله.


يتبـع ،،،

********