السلام عليكم ورحمة الله بركاته
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
********
(10)
مواساة الأب خير من العبادة
كان لشيخ ولدان وكان أحدهما منكبّاً على العبادة والآخر مداوماً على خدمة أبيه الشيخ.
ففي إحدى الليالي بينما كان العابد مشغولاً بالعبادة وهو في حالة السجود ويستغفر الله أخذته السنة فنام، فسمع – وهو نائم – انّ منادياً يقول له: إنّ العبادة الحقيقية هي التي يقوم بها أخوك حيث يخدم أبيه الشيخ العاجز وقد أوجب ذلك على نفسه فهو محبوب الله ومنتجبه، وأنّه الله تعالى قد غفر لك بفضله.
فقال الولد العابد: إنّي قد عبدت الله عدة سنين فما السبب في تفضيل أخي عليّ؟ فسمع هاتفاً يقول: إنّ الذي تقوم به – العبادة – فإنّ الله تعالى غنيٌّ عن ذلك، وأما ما يقوم به أخوك فإنّ أباك محتاج اليه.
قال الشاعر: ليست العبادة سوى خدمة العبادة *** وليست بالتسبيح لبس الصوف والجّاد
(11)
موعظة أبوية
قال رجل لابنه: يا بني، عليك أن تخبرني هذه الليلة بكل ما تسمعه من الناس، وكل عمل تقوم به، وكل كلمة تخرج منك، وكل ما تأكله.
فقَبَل الولد كلام أبيه، فلما جُنَّ عليه الليل ودخل الدار قال أبوه: أيْ بُني، قم وأدِّ حساب أعمالك وأفعالك. فشرح الابن جميع ما سمعه وما عمله وما أكله وشربه وتعامل فيه وهو متعسِّراً ثم ذهب إلى فراشه ونام.
وفي الليلة التالية لما دخل الدار قال له أبوه: أيْ بُني أدِّ ما عليك.
قال: يا أبتاه، إني لك خادم ومطيع في كل ما تريده وأمتثل كل أمر إلا المُحاسبة الليلة فإني لا طاقة لي عليها أن أُؤدي كل ليلة حساب يومي.
فقال الرجل: يا عزيزي، إني أعلم أنه لا طاقة لك على المُحاسبة وإني لم أرد بذلك أن أتحاسب معك، بل قصدي من هذا العمل أن أعِظك وأنصحك لِتَعِي وتستيقظ ولا تكُن غافلأً عن موقف الحساب في الآخرة، فإذا لم تكن عندك طاقة من أداء حساب يوم وليلة لأبيك فكيف تطيق على أداء حساب عمرك في يوم القيامة أمام الله عز وجل.
(12)
بر الوالدين خير من الجهاد
أتى رجل من اليمن رسول الله (ص) ليجاهد في سبيل الله، فقال له رسول الله (ص): ارجع استأذن والديك فإن أجازا فجاهد وإن لم يأذنا لك فابقي عندهما وأُحسِن إليهما. فإنّ برّهما أفضل الأعمال بعد التوحيد وقد أمرك الله تعالى به.
يتبع ،،،
********






رد مع اقتباس
المفضلات