بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على اشرف الخلق محمد وعلى ال بيته الطيبين الطاهرين


مسئولية المال

إن كل نعمة ورائها مسؤولية ، فكل فلس

يضاف إلى رصيد المرء يعتبر ثقلاً جديداً يضاف

إلى كاهله ، و لابد أن يتحمل أمانة هذا الثقل

طيلة سيره في طريق الحياة المظلمة

المتعرجة المخيفة ، حتى لقاء الله .

و لكن ظهر الإنسان أضعف من أن يتحمل وزر

المال و الثروة ، أمام قوة أهوائه و شهواته ،

فلا بد أن يحافظ بين ثقل الحمل و ضعف الظهر

، فلا يحمل من الثقل أكثر من قدرته ، لا بد أن

يعرف قدرته على التحدي ، و تحمل

المسؤولية .

و أن لا يحمل على ظهره ما يزيد ، بالطبع أن


تكسب ما تريد من مال ، و لكن بشرط أن لا

تحرق بها حياتك في الآخرة .

أسمعت وصية الإمام علي (ع) إلى ولده الإمام

الحسين (ع) إنها تقول : " لا تحمل على

ظهرك فوق طاقتك فيكون وبالاً عليك و إذا


وجدت من أهل الفاقة و الفقر من يحمل زادك

و ثقلك هذا إلى يوم القيامة ، فيوافيك بها

فاغتنمه ، و أكثر من إعطائك له و تزويده ،

فلعلك تطلبه يوم القيامة فلا تجده " .



إن بريق المال يسلب الكثيرين القدرة على

تفهم الحياة و الإستعداد للمصير ، و يجرهم

إلى الضياع في عالم المناقصات و المزايدات .

و يتيهون بين خطوط الدينار و الدرهم ثم يهون

إلى الحضيض .

إن عبادة المادة تحصر المرء في مجالات ضيقة


، و لا تدعه يرى الحياء والأشياء إلا من خلال

ثقوب المصلحة الضيقة .

و للحيلولة دون سيطرة المادة على الإنسان لا

بد أن ينفقه في سبيل الله و المحتاجين . . .!


و لا يسعى وراء المال الحرام فإن في ذلك


نهاية الإيمان .