بسم الله الرحمن الرحيم

5 ـــ إنّا نحن الإمامية بالذات نرتبط بالسيد المسيح ((عليه السلام)) برابطة إضافية لكونه الناصر المدخر لليوم الموعود وهو عنصر مهم في حركة الإمام ((عليه السلام)) فالحديث عن السيد المسيح ((عليه السلام)) جزء من قضيتنا المصيرية أعني يوم الظهور المبارك, وهذا مما ذكرته مصادر الفريقين فقد أخرج البخاري, عن أبي هريرة, قال: ((قال رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) : كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم)) وأخرج الصدوق في إكمال الدين, عن أبي جعفر الباقــر ((عليه السلام)) : ((القائم منّا منصور بالرعب إلى أن قال : وينزل روح الله عيسى بن مريم فيصلّي خلفه)ومدخليته في قضية الإمام ((عليه السلام)) من عدّة نواحٍ.
أ ـــ طول عمره الشريف فإنهّ لم يُقتل ولم يُصلب, بل رفع إلى السماء ويبقى حياً إلى يوم الظهور فحياته هذه السنين الطويلة حجّة على منكري غيبة الإمام وطول عمره.
ب ـــ إذعان الأمم المسيحية وتسليمهم للإمام ((عليه السلام)) ,وهم يشكلون نسبة كبيرة من البشر (وذلك حين يثبت لهم بالحجّة الواضحة إنهّ هو المسيح يسوع الناصري نفسه، وإنّ الإنجيل والتوراة إنمّا هي هكذا وليست على شكلها الذي كان معهوداً وأنّ ملكوت الله الذي بشر به هو في حياته الأولى على الأرض قد تحقق فعلاً متمثلاً بدولة العدل العالمية, ولن يبقى منهم شخص من ذلك الجيل المعاصر للظهور إلا ويؤمن به) كما هو المستفاد من قوله تعالى : ]وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِه).
ج ـــ إنهّ نتيجة للأمر الأول سوف يتيسر الفتح العالمي بدون قتال ، بل نتيجة للإيمان بالحق والإذعان له وقد سبق أن تكلمنا عن ذلك مفصلاً وعرفنا أن الجانب الفكري في الفتح العالمي سيكون أوسع بكثير من الجانب العسكـري, وهذا ما نرى بوادره اليوم حيث أتاحت شبكات الاتصال العالمية فرصة التعرف على عظمة الإسلام لكلّ البشر بيسر.
د ـــ تكفل المسيح عيسى بن مريم ((عليه السلام)) للقيادة في جانب, أو عدّة جوانب من الدولة العالمية, وتحمله مسؤوليتها كما لو أصبح في مركز مشابه لرئيس الوزراء في الدولة الحديثة, أو تكفّل الحكم في رقعة كبيرة من الأرض أو الدولة العالمية فإنّ المسيح عيسى بن مريم ((عليه السلام)) وإن كان نبياً مرسلاً وليس الإمام المهدي ((عليه السلام)) كذلك غير أنّ القيادة العليا تبقى موكولةٌ إلى المهدي وقد ذكر سيدنا الأستاذ ((قدس سره)) لذلك عدة وجوه فراجعها