اكتشاف الجزء المسئول عن الألم في مخ الإنسان

اكتشف باحثون في مجال علم الأعصاب بألمانيا المنطقة التي تسجل الشعور بالألم في مخ الإنسان، وهو اكتشاف بعيد الأثر، ربما يؤدي يوماً ما إلى إيجاد سبل ناجعة لتقليل أو قتل الآلام الحادة التي تؤثر على عمليات التفكير وتعوقها.

ويعلم أي شخص يعاني من صداع حاد ويحاول في الوقت نفسه التركيز على العمل تماماً، أن الشعور بالألم يشتت التركيز، إذ حاول أسلافنا تجاهل الألم في أوقات الخطر وتعلموا كيفية تجنبه قدر المستطاع. بيد أن ملايين من الناس لايزالون يعانون من الألم الحاد الذي يسبب معاناة لا حدود لها وآلاماً نفسية مبرحة.

أما الآن فوضع الباحثون أيديهم على المنطقة المسئولة عن تحديد قدرة الألم على التأثير في عملية الإدراك. واكتشفوا أن هذه المنطقة الموجودة في المخ والمتعلقة بالألم مختلفة عن تلك المسئولة عن إعاقة الإدراك بسبب الخلل في عمل الذاكرة.

من جهتها، نشرت أولريكه بنجل وزملاؤها في مركز هامبورغ - ابندورف الطبي الجامعي، نتائج بحثهم في دورية نيورون المتخصصة في علم الأعصاب.

وفي مسار البحث عن المنطقة المسئولة عن قدرة الألم على تشتيت الانتباه، طلب الباحثون من المتطوعين أداء بعض المهام الإدراكية التي تشتمل على تمييز الصور، إلى جانب إعمال مهام الذاكرة، بما في ذلك تذكر الصور، وطلبوا من المتطوعين أداء تلك المهمات مع تعريضهم لمستويات متباينة من الألم الناجم عن تعريض أيديهم لشعاع غير ضار من الليزر.

استخدم العلماء خلال تلك التجارب أشعة الرنين المغناطيسي الوظيفية (أف أم أر أي) وتستخدم في هذه الطريقة التحليلية المنتشرة على نطاق واسع مجالات مغناطيسية غير ضارة، وموجات إشعاعية لإجراء فحص دقيق للمخ لتحديد مدى تدفق الدم عبر تجاويفه، وهو ما يظهر مدى نشاط المخ. وتمكن الباحثون من خلال هذه التجارب تحديد منطقة بالمخ تسمى «المجمع الجانبي الخلفي» أو «إل أو سي» باعتبارها منطقة تتعلق بالإدراك وتتأثر بكل من الألم و»عمل الذاكرة». هذا الاكتشاف كان متوقعاً لأنه من المعروف أن منطقة «المجمع الجانبي الخلفي» تساهم في عملية «معالجة الصور» داخل المخ التي تقود إلى إدراك المرئيات.