ولادة كربلاء ..... وإنتصارها
استبشرت الاكوان وهي ترى أنواراً تشرق بهم الدنيا ويُضاء درب الإنسانية بوجودهم ليعلنوا انهم دعاة الحق وأناصره وانهم ثورة المستضعفين ونهضته ...
لقد تزامنت عدة ولادات شريفة في شهر شعبان المبارك فكانت بدايتها بالحسين بن علي (ع) مروراً بناصره ابي الفضل العباس (ع) وكذلك ولادة السجاد والاكبر (ع) وختاماً بقائم آل محمد ، ولعلنا نلحظ ان الامام الحسين (ع) وابو الفضل العباس (ع) والعـلّيين السجاد والاكبر (ع) انهم كلهم حاضرين في كربلاء بل هم رموزها ، ولم يأتي هذا من باب المصادفة فالله تبارك وتعالى يقول ((إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ)) (القمر-49) ، فما سر اجتماع هذه الولادات في هذا الشهر بالذات ؟ وما علاقة الامام المهدي (عج) بها ؟ وما علة البعد الزمني بين ولاداتهم وولادته ؟ كل هذه التساؤلات تنقدح في ذهن المؤمن اذا رأى الترابط الذي اوضحناه .
ان سر اجتماع الولادات الطاهرة في شهر شعبان المبارك يحفز المؤمن على السعي للوصول والتعرف على سيرتهم وذلك لان شهر شعبان شهر الاعداد والتعبئة للدخول في شهر رمضان فتكون فيه النفوس مقبلة على الطاعة والتوجه نحو الله تبارك وتعالى فولادتهم تكون الباب الاوسع لذلك القرب والتوجه ( من اراد الله بدأ بكم ) .
ان الاقتراب من الائمة والسير على هداهم يحتاج الى المرور بشهر اصلاح النفوس شهر الصلاح شهر رمضان ويخرج ناجحاً من هذا الشهر ليحضى بالورود على شهر الاصلاح شهر محرم فيكون بذلك ممن اجاب دعوة الحسين (ع) ((ألا من ناصرٍ ينصرنا )) .
وأما ولادة الامام المهدي (عج) فانها تمثل انتصار كربلاء فهو الطالب بثاراتها ورافع شعاراتها وهو محقق اهدافها فالتأهل الى شهر محرم الحرام نعني به نصرة الامام الحجة (عج) لانه يخرج في يوم العاشر منه كما دلت على ذلك الاخبار ، واما دلالة البُعد الزمني فإنها تعني ان الظلم وان انتشر في الارض حتى وصل الحال الى قتل الحسين بن علي (ع) سبط رسول الله (ص) فان الامل قريب بظهور المنقذ (َ(مَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلاَّ كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ)) (النحل- 77) ، فعلى الامة ان لا تركن الى اليأس وان تغترف من بحر المولودين في شهر شعبان وان تشرب من كأس حبهم حد الثمالة حتى يكونو من انصار الامام الحجة (عج) ورافعي راية (يا لثارات الحسين) ... فيكونوا ممن وعى ولادة كربلاء (الحسين والعباس والسجاد والاكبر-ع-) وولادة انتصارها (الحجة بن الحسن -عج-) .
المفضلات