النور الأول : حديث مختصر في عمرها الشريف:
عن الإمام أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهم السلام قال :
ولدت فاطمة عليها السلام : في جمادى الآخرة في العشرين منه سنة خمس و أربعين من مولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
و أقامت بمكة : ثمان سنين ، و بالمدينة عشر سنين ، و بعد وفاة أبيها خمسة و سبعين يوما ، و قبضت في جمادى الآخرة يوم الثلاثاء لثلاث خلون منه سنة إحدى عشرة من الهجرة .
و كان سبب وفاتها : أن قنفذا مولى الرجل لكزها بنعل السيف بأمره فأسقطت محسنا ، و مرضت من ذلك مرضا شديدا و لم تدع أحدا ممن آذاها يدخل عليها ، و كان رجلان من أصحاب النبي سألا أمير المؤمنين أن يشفع لهما ، فسألها فأجابت .
و لما دخلا عليها قالا لها : كيف أنت يا بنت رسول الله ؟
فقالت : بخير بحمد الله ، ثم قالت لهما : أ ما سمعتما من النبي يقول : فاطمة بضعة مني فمن آذاها فقد آذاني ، و من آذاني فقد آذى الله. قالا : بلى.
قالت : و الله لقد آذيتماني فخرجا من عندها و هي ساخطة عليهما .</SPAN>
النور الثاني : حديث في ثواب العلم والتعلم :
قال الإمام الحسن العسكري عليه السلام : حضرت امرأة عند الصديقة فاطمة الزهراء عليها السلام فقالت : إن لي والدة ضعيفة وقد لبس عليها في أمر صلاتها شيء ، وقد بعثتني إليك أسألك .
فأجابتها فاطمة عليها السلام عن ذلك ثم ثتت ، فأجابت ، ثم ثلثت فأجابت إلى أن عشرت فأجابت ، ثم خجلت من الكثرة ، فقالت : لا أشق عليك يا بنت رسول الله .
قالت فاطمة عليها السلام : هاتي و سلي عما بدا لك ، أ رأيت من اكترى يوما يصعد إلى سطح بحمل ثقيل ، و كرائه مائة ألف دينار أ يثقل عليه ؟
فقالت : لا . فقالت عليه السلام :
اكتريت أنا لكل مسألة بأكثر من ملء ما بين الثرى إلى العرش لؤلؤا فأحرى أن لا يثقل عليَّ ، سمعت أبي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول :
إن علماء شيعتنا يحشرون ، فيخلع عليهم من خلع الكرامات على قدر كثرة علومهم ، و جدهم في إرشاد عباد الله .
حتى يخلع على الواحد منهم ألف ألف خلعة من نــور .
ثم ينادي منادي ربنا عز وجل : أيها الكافلون لأيتام آل محمد ،الناعشون لهم عند انقطاعهم عن آبائهم الذين هم أئمتهم ، هؤلاء تلامذتكم و الأيتام الذين كفلتموهم و نعشتموهم ، فاخلعوا عليهم [كما خلعتموهم] خلع العلوم في الدنيا ، فيخلعون على كل واحد من أولئك الأيتام على قدر ما أخذوا عنهم من العلوم ، حتى أن فيهم يعني في الأيتام لمن يخلع عليه مائة ألف خلعة و كذلك يخلع هؤلاء الأيتام على من تعلم منهم .
ثم إن الله تعالى يقول : أعيدوا على هؤلاء العلماء الكافلين للأيتام حتى تتموا لهم خلعهم و تضعفوها ، فيتم لهم ما كان لهم قبل أن يخلعوا عليهم ، و يضاعف لهم ، و كذلك من بمرتبتهم ممن يخلع عليه على مرتبتهم .
و قالت فاطمة عليها السلام : يا أمة الله إن سلكا من تلك الخلع لأفضل مما طلعت عليه الشمس ألف ألف مرة ، و ما فضل فإنه مشوب بالتنغيص و الكدر .</SPAN>
النور الثالث : حديث في أهمية الصلاة :
عن سيدة النساء فاطمة : ابنة سيد الأنبياء صلوات الله عليها و على أبيها و على بعلها و على أبنائها الأوصياء ، أنها سألت أباها محمدا صلى الله عليه وآله وسلم فقالت :
يا أبتاه ما لمن تهاون بصلاته من الرجال و النساء .
قال صلى الله عليه وآله وسلم : يا فاطمة من تهاون بصلاته من الرجال و النساء ؛ ابتلاه الله بخمس عشرة خصلة : ست منها في دار الدنيا ، و ثلاث عند موته ، و ثلاث في قبره ، و ثلاث في القيامة إذا خرج من قبره .
فأما اللواتي تصيبه في دار الدنيا :
فالأولى : يرفع الله البركة من عمره ، و يرفع الله البركة من رزقه ، و يمحو الله عز و جل سيماء الصالحين من وجهه ، و كل عمل يعمله لا يؤجر عليه ، و لا يرتفع دعاؤه إلى السماء ، و السادسة : ليس له حظ في دعاء الصالحين .
و أما اللواتي تصيبه عند موته :
فأولهن : أنه يموت ذليلا ، و الثانية : يموت جائعا ، و الثالثة : يموت عطشانا فلو سقي من أنهار الدنيا لم يرو عطشه .
و أما اللواتي تصيبه في قبره :
فأولهن : يوكل الله به ملكا يزعجه في قبره ، و الثانية : يضيق عليه قبره ، و الثالثة : تكون الظلمة في قبره .
و أما اللواتي تصيبه يوم القيامة إذا خرج من قبره :
فأولهن : أن يوكل الله به ملكا يسحبه على وجهه و الخلائق ينظرون إليه ، و الثانية : يحاسب حسابا شديدا ، و الثالثة : لا ينظر الله إليه و لا يزكيه و له عذاب أليم .
النور الرابع : حديث في فضل خدمة العيال :
عن علي عليه السلام قال : دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم و فاطمة جالسة عند القدر و أنا أنقي العدس قال : يا أبا الحسن .
قلت : لبيك يا رسول الله .
قال صلى الله عليه وآله وسلم : اسمع مني ، و ما أقول إلا من أمر ربي .
ما من رجل يعين امرأته في بيتها :
إلا كان له بكل شعرة على بدنه عبادة سنة صيام نهارها و قيام ليلها .
و أعطاه الله تعالى من الثواب مثل ما أعطاه الله الصابرين و داود النبي و يعقوب و عيسى عليهم السلام .
يا علي : من كان في خدمة العيال في البيت و لم يأنف :
كتب الله تعالى اسمه في ديوان الشهداء .
و كتب الله له بكل يوم و ليلة ثواب ألف شهيد .
و كتب له بكل قدم ثواب حجة و عمرة .
و أعطاه الله تعالى بكل عرق في جسده مدينة في الجنة .
يا علي : ساعة في خدمة العيال :
خير من عبادة : ألف سنة ، و ألف حج ، و ألف عمرة ، و خير من عتق ألف رقبة ، و ألف غزوة ، و ألف عيادة مريض ، و ألف جمعة ، و ألف جنازة ، و ألف جائع يشبعهم ، و ألف عار يكسوهم ، و ألف فرس يوجهها في سبيل الله ، و خير له من ألف دينار يتصدق على المساكين .
و خير له من أن يقرأ التوراة و الإنجيل و الزبور و الفرقان ، و من ألف أسير أسر فأعتقه ، و خير له من ألف بدنة يعطي للمساكين ، و لا يخرج من الدنيا حتى يرى مكانه من الجنة .
يا علي : من لم يأنف من خدمة العيال : دخل الجنة بغير حساب .
يا علي : خدمة العيال كفارة للكبائر ، و يطفئ غضب الرب ، و مهور حور العين ، و يزيد في الحسنات و الدرجات .
يا علي : لا يخدم العيال إلا صديق أو شهيد ، أو رجل يريد الله به خير الدنيا و الآخرة .
النور الخامس : حديثينذر من لم يقتدن بفاطمة :
عن الإمام الحسين بن علي عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قال : دخلت أنا و فاطمة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فوجدته يبكي بكاءً شديدا .
فقلت : فداك أبي و أمي يا رسول الله ما الذي أبكاك ؟
فقال : يا علي ليلة أسري بي إلى السماء رأيت نساء من أمتي في عذاب شديد ، فأنكرت شأنهن فبكيت لما رأيت من شدة عذابهن
1ـ و رأيت امرأة : معلقة بشعرها يغلى دماغ رأسها .
2ـ و رأيت امرأة : معلقة بلسانها و الحميم يصب في حلقها .
3ـ و رأيت امرأة : معلقة بثدييها .
4ـ و رأيت امرأة : تأكل لحم جسدها و النار توقد من تحتها .
5ـ و رأيت امرأة : قد شد رجلاها إلى يديها و قد سلط عليها الحيات و العقارب .
6ـ و رأيت امرأة : صماء عمياء خرساء في تابوت من نار يخرج دماغ رأسها من منخرها و بدنها متقطع من الجذام و البرص .
7ـ و رأيت امرأة : معلقة برجليها في تنور من نار .
8ـ و رأيت امرأة : تقطع لحم جسدها من مقدمها و مؤخرها بمقاريض من نار .
9ـ و رأيت امرأة : يحرق وجهها و يداها و هي تأكل أمعاءها .
10ـ و رأيت امرأة : رأسها رأس الخنزير و بدنها بدن الحمار و عليها ألف ألف لون من العذاب .
11ـ و رأيت امرأة : على صورة الكلب و النار تدخل في دبرها و تخرج من فيها و الملائكة يضربون رأسها و بدنها بمقامع من نار .
فقالت فاطمة عليها السلام : حبيبي و قرة عيني أخبرني ما كان عملهن و سيرتهن حتى وضع الله عليهن هذا العذاب ؟
فقال :يا بنيتي :
1ـ أما المعلقة بشعرها ، فإنها كانت لا تغطي شعرها من الرجال .
2ـ و أما المعلقة بلسانها ، فإنها كانت تؤذي زوجها .
3ـ و أما المعلقة بثدييها ، فإنها كانت تمتنع من فراش زوجها
4ـ و أما المعلقة برجليها ، فإنها كانت تخرج من بيتها بغير إذن زوجها .
5ـ و أما التي كانت تأكل لحم جسدها، فإنها كانت تزين بدنها للناس.
6ـ و أما التي شد يداها إلى رجليها و سلط عليها الحيات و العقارب ، فإنها كانت قذرة الوضوء قذرة الثياب و كانت لا تغتسل من الجنابة و الحيض و لا تنتظف و كانت تستهين بالصلاة .
7ـ و أما الصماء العمياء الخرساء ، فإنها كانت تلد من الزناء فتعلقه في عنق زوجها .
8ـ و أما التي كانت تقرض لحمها بالمقاريض ، فإنها كانت تعرض نفسها على الرجال .
9ـ و أما التي كانت تحرق وجهها و بدنها و هي تأكل أمعاءها ، فإنها كانت قوادة .
10ـ و أما التي كان رأسها رأس الخنزير و بدنها بدن الحمار فإنها كانت نمامة كذابة .
11ـ و أما التي كانت على صورة الكلب و النار تدخل في دبرها و تخرج من فيها ، فإنها كانت قينة نواحة حاسدة .
ثم قال صلى الله عليه وآله وسلم:
ويل لامرأة أغضبت زوجها .
و طوبى لامرأة رضي عنها زوجها .</SPAN>
أخي الطيب وأختي الطيبة : هذا الحديث كما يصدق على النساء المنحرفات عن هدى الدين وتعاليم رب العالمين ، كذلك ينطبق على الرجال المنحرفون عن تعاليم رب العالمين بما يناسبهم حين تبديل فقراتهم ، وتوجد أحاديث كثيرة تعرفنا هذا المعنى إن أحببت المزيد من المعرفة راجع القسم الثاني : ما يبعد عن الإيمان وعلامات الشرك الكفر والنفاق من الباب السابع من صحيفة النبوة في من موسوعة صحف الطيبين .
وهذه كانت أحاديث شريفة كان لفاطمة الزهراء عليها السلام دور كريم في تعريفها للمؤمنين ونقلها ، أخوكم في الإيمان بالله ورسوله وبكل ما أوجبه تعالى خادم علوم آل محمد عليهم السلام
الشيخ حسن جليل حردان الأنباري
المفضلات