المفهوم الصحيح للاخلاق
بسمـــــــــــه تعالــــــــــــــى
اقدم اليكم اخوتى الاعزاء درس رائع فى معنى الصيح للاخلاق:
جرت العادة ان تتناول كتب الاخلاق الملكات النفسانية بالبحث والدراسة فتبين الرذيل منها بكل مخاطره ومفاسده وآثار العلاج والحل وتتناول بعض الفضائل وتشجع على الوصول اليها.
وتعود هذه المدرسة للفيلسوف اليونانى أ رسطو الذى قسم ملكات النفس الانسانية الى فضيلة ورذيلة.
وقد وجد اتباع هذا المنهج شواهد كثيرة فى دين الاسلام .فلا شك ان دين الاسلام قد اولــــى اهتماما كبيرا بتربية الانسا ن ولم تمض فترة من الزمن حتـــــى صار المفهوم الوحيد للا خلا ق الاسلامية مساويا عند هؤلاء لمجموع فضائل ورذائل حتى اصبح كل بحث اخلاقى هو ما يكون- دائر حول دراسة الملكات النفسية (كالغضب والتهور او الكرم والشجاعة والعفة.....))
ولكن نحن نؤمن بان المنهج الاسلامـــــــــى فى تربية الانسان لا يقتصر على ذكر الفضائل والرذائل والدعوة الى التمسك بالاجابى منها وترك السلبي بل أن الرؤية الاسلامية الاصيلة تبين الانسان كموجود قابل للتكامل الى ما لا حد له لان الله تعا لى خلقه وأفاض عليه بالاستعداد الذى لا حد لـــــــــــــــــــــــــــــــــــــه.
وأ ن على الانسان أ ن يسلك طريقا واحدا للوصول الى كماله النهائي الذى هو سعادته المطلقة ويعبر عن هذا السلوك بالسفر العرفانى او السير الى الله تعالى وجو هره هو التقوى التـــــــــــــــــى لا تحصل الا من خلال طاعة الله عبر الالتزام التام بشريــــــــــــــــــــــعته الغرّاء.............
فالتقوى مهم بلغ شأ نها عند اتباع المنهج التقليدي هــي إ حدى الفضائل الاخلاقية .
بينما في المنهج الاصيل هـــي الطريقة الوحيدة للوصول وبالتالـي فهي الطريقة الوحيدة فى تهذيب النفس والتخلي من الرذائل والتحلي بالفضائل أيضا
في المنهج التقليدى لا تطرح التقوى كطريقة لعلاج الامراض الاخلاقية والقضاء على الرذائل النفسية .وإ ذا طرحت فإ نها تؤخذ بشكل مجتزأ وكأ ن لكل مرض تقوى خاصة به ولكل رذيلة تقوى أخرى...وهكذا تبقى الاخلاق أمرا معزول عن صلب القضايا الاساسية فى الحياة كالجهاد بكل اشكاله والامر بالمعروف والنهى عن المنكر والعمل الاسلامــــــي
أ ما الرؤية الاصيلة فـــإ نها تبدأ من الاعلـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــى حيث المحور الوحيد لكل حركة فى الحياة هو الله سبحانه وتعالى؟
وتســـــــــأ له ماذا تريد؟ فيأ تي الجواب الوحيد:أطيعـــــــوني
ثم تطرح السؤال الثاني:وكيف نعرف الطاعة؟ وإذا بالجواب: في شريعــــــــتي
والسؤا ل الثالث: كيف تنظم شريعة الله تعالى حياة الانســــان؟؟ فتجيب الشريعة إ ن عندنا مجموعة من الاولويات التى لا ينبغى التهاون بها بشأ نها وهي المحرمات والواجبات من رعى حرمتها أوصله الــى اعلى درجات ويكون من الاولياء المقربين
كماجاء فى الحديث القدسي: يا بن آدم اعمل مافرضت عليك تكن منأ عبد النــــــاس))
حد يث اخر: (ماتقرب إ لي أحد بمثل ما تقرب بالفرائض))
والسلام من كتاب الفرار من الاسر (للسيد عباس نور الدين)