وبعد أن ألقيت برأسي على الوسادة لم أستطع النوم بسهولة عادت لي الذكريات القريبة مع وليد .. استعدت حوارنا
كلمة كلمة .. أعادت ذكرياتي سؤاله الجريء مجسماً بشعاً مخيفاً ..
لماذا لا تثورين على سجانك وتحاولين الخروج من الأسر ..؟
وهل استطاع سجين أن يثور على سجانه يوماً ثم يخرج بسهولة من سجنه.. ألم يكن هناك ضحايا وتضحيات .. ألم يكن
هناك دماء وأشلاء ..
وكيف أثور ولمن أذهب بعد ذلك .. إلى أبي الذي تخلى عني بكل سهولة , وكأنه ينفض عن كاهله عبئاً ثقيلاً .. أم لزوجته
تلك الحية الرقطاء التي لا تتورع عن فعل أي شيء لتزيحني عن طريقها الآثم .. لمن ألجأ ولا أهل لي وهل سيفيدني هو؟؟
الشاب التعس المحكوم عليه بالسجن حتى الموت .. هل يصلح كحائط أتكئ عليه في قادم أيامي ؟؟
أسئلة حادة تطرق رأسي بلا إجابة .. لكن لا لم يحن الوقت لأثور على من باعني وإشتراني ليس الآن بالتأكيد , لأنني مازلت
بحاجة لشاطئ آخر يحضنني بعد أن تلفظني أمواج الحياة .. ولن استسلم أبداً ..
احق بي زوجي بعد فترة من الوقت تظاهرت بأنني نائمة .. أدار ظهره لي ونام ليعلو غطيطه بعد لحظات ويعكر السكون من
حولي .. لماذا أضحى كل مايفعله زوجي منفراً ومثيراً للاشمئزاز أكثر مما كان في السابق .. لماذا بات هماً ثقيلاً على صدري
كحجر أعجز عن حمله .. لماذا كرهت نظراته فجأة وضحكاته وكلماته .. كلا .. كلا .. إنه زوجي مهما يكن .. ومهما حدث
هو جسري الذي سأعبر عليه إلى المستقبل .. إن خسرانه ليس من مصلحتي أبداً .. بل على العكس يجب عليّ أن أكسبه