كلا .. مستحيـل .. والحل ؟ هل أصارح معلمتي فاطمة بما يحدث من أمري .. طردت هذا الخاطر فوراً من ذهني ..
فصحيح أن معلمتي فاطمة هي أقرب إنسان لي , ولكنها في هذا الموضوع بالذات لن تفهمني وربما تعاتبني وتنهرني بشدة ..
كلا .. لن أصارحها بشيء .. ولكنني سأقف صامدة وأواجه نفسي بقسوة .. إن مايحدث لي ضرب من الجنون لن أستمر
فيه مهما حدث .. فلو استمر ستحدث مصائب عديدة أنا في غنى عنها , فلو علم زوجي بأمري فربما يقتلني أو يطلقني
على أحسن الفروض .. ثم من هو هذا الشاب حتى أربط مصيري بمصيره .. كلا لن أزوره بعد اليوم ..

وعاد زوجي من السفر في الغد , وقضيت معه فترة المساء في ملل لا يطاق .. عجباً رغم أنني حاولت باستماتة أن أنسى
كل ما يتعلق بذلك الشاب وليد وأن أطوي كل شيء في صفحة الماضي , إلا أنه بعيش معي كل لحظة من حياتي أراه في
عيون زوجي وفي تحدثه لي .. وفي حركاته وإيماءاته في كل لفتة وكل لمسة ..
لم أنتبه إلا حين تكلم زوجي قائلاً :
ـ مابكِ يا منى .. لستِ على طبيعتك التي عهدتها .. هل أنتِ متعبة ؟
أنقذني السؤال والإجابة من حيرتي .. فقلت باستسلام :
ـ نعم .. نعم فأنا متعبة اليوم ..
لدهشتي الشديدة فقد تألقت عيناه بفرح طاغ .. ثم قال برقة :
ـ هل أنتِ حامل يا منى ؟
ارتبكت أكثر وازدادت حيرتي .. هل أكذب وأقول له أنني حامل رغم مايعتري هذا الأمر من صعوبات بالغة .. أم أنفي هذا
الأمر فيفكر زوجي بعشرات الأسباب لتغيري .. قررت حلاً وسطاً بين الاثنين ..
قلت بابتسامة لاهية :
ـ حقاً لا أعرف .. لكنني أشعر بالتعب الشديد هذا اليوم .. وجدتها فرصة لأستأذن منه وأنام وأرتاح من الجلوس معه
الذي يشكل لي مهمة شاقة بت لا أقوى على احتمالها ..