فيه بأمري أحد ولا أعذب فيه أحد ، ولا أجني فيه على أحباء لي لاذنب لهم في شيء على الأطلاق ..
وفهمت أنني يجب أن أسافر وأبتعد فلا أمل في علاج أو حياة شريفة بعد ذلك .. ودعت أمي وأخوتي والدموع تفر من عيوننا
جميعاً .. حتى شقيقتي التي طلقها زوجها بسببي صفحت عني وبللت وجهي دموعاً وتقبيلاً .. فوجئت بخالي يقودني إلى
هنا بدلاً من المطار .. تساءلت لكنه أخرسني بقوله :
ـ لاحق لك أن تحتج على شيء فلا مكان لك سوى هنا .. ولا حاجة لنا بالمزيد من العار والفضائح فالزم مكانك حتى يقدر
الله لنا بعد ذلك أمراً .. وقبعت في زنزانتي الأنيقة أواصل الليل بالنهار أنتظر أملاً لا يجئ وقدراً لا مفر من انتظاره لا أرى
فيها سوى وجه خالي الذي امتلأ قرفاً واشمئزازاً وهو ينظر لي .. لقد كان في الماضي يجلني ويحترمني ويتمنى أن أوافق
على الزواج بابنته .. لكنني أنا .. أنا من ضيعت نفسي بنفسي .. أنا السبب ..
وانكفأ على وجهه يبكي ..
امتلأت عيناي دموعاً وقبل أن أتكلم نظرت إلى الساعة ، ففلتت مني شهقة فزع على الرغم مني .. لقد كانت الساعة تقترب
من الثالثة فجراً دون أن أشعر بالوقت ..
التفت لي بسرعة والدموع لاتزال تغرق وجهه .. قلت بصوت أجش وكأنه ليس صوتي :
ـ آسفة سأذهب فإن الوقت متأخر ..
قال بصوت متهدج :
ـ أتعدينني بان تزوريني من وقت لآخر ..





رد مع اقتباس
المفضلات