وتوقف الشاب عن الحديث ليرى وقع كلماته على وجهي ..
وبالفعل كنتُ مذهولة لكن ليس لدرجة الاشمئزاز والإحتقار كما اعتقد هذا الشاب .. كان إشفاقي أكبر وحزني عليه أكثر ..
تابع بعد سعال تقطع :
ـ كان وقع الأمر على الجميع مذهلاً .. أمي بكت وانتحبت وشقت ملابسها .. اخوتي أخذن ينظرن لي بارتياب والحسرة
تنطق من وجوههن الحزينة .. أبي مرض مرضاً شديداً وأمضى أياماً بلياليها يهذي أنه هو السبب فيما حدث لي وانتابته
حمى شديدة أبت أن تغادره إلا ميتاً .. وبقيت وحدي في مواجهة العاصفة .. صدقيني .. ماحدث لعائلتي قد سلب مني
شعوري وإحساسي بمرضي .. فلم أشعر أنني مريض بهذا المرض قدر فزعي مما آلت إليه حال أسرتي ..
حتى شقيقتي التي كدت أتبرع لها بدمي طلقها زوجها حينما علم بأمري وخاصمتني هي ولم تسمح لي حتى بالنظر إلى طفلتها
الوليدة ..
وبعد ان انفض العزاء من حولنا وخلا الدار إلا مني وأمي واخوتي اتفقنا على كتم الأمر وعدم البوح به لأي كان .. يكفينا
رد الفعل الذي حدث من زوج أختي فماذا سيحدث من الناس الآخرين حتى لو كان أقرب قريب ..
وبعد حوالي شهر من وفاة أبي شعرت بزكام بسيط تدهورت أحوالي بعده .. خافت أمي علي فاضطرت إلى استشارة
خالي دون علمي .. غضب خالي وقال بأن ذهابي إلى المستشفى معناه الفضيحة للعائلة بأسرها وان طلاق أختي ليس هو
بداية الانهيار بل لو علم الناس فلن تتزوج أي من أخواتي الباقيات وسينهار مستقبلنا جميعاً ..
انفرد بي خالي وتكلم طويلاً ، وفهمت من كلامه أن من الأشرف لي أن أبتعد عن عائلتي وأموت بسلام في مكان آخر لا يعلم