اغتصبت ابتسامة وهي تقول :
ـ كلا .. لاشيء ..ثم نظرت إلي وقد تبدلت نظراتها على نحو مفزع مخيف وهي تتابع:
ـ إن منى هي المريضة فقد أتت اليوم من المدرسة متعبة بعض الشيء ..
لم يكلف أبي نفسة ويقترب مني ليسألني عن أحوالي ، وكأن هذا العمل جريمة يخشى
منها .. اكتفى بأن ألقى عليّ نظرة لا مبالية وهو يقول بفتور :
ـ إنه ارهاق من المذاكرة فقط لا غير ..
ومضى غير عابئ بشيء ..
حكيت لمعلمتي كل شيء حدث في منزلنا .. نظرت إليّ بتركيز شديد ثم صرخت قائلة :
ـ لقد أخطأتِ يا منى .. لم يكن عليك أن تواجهيها بهذه الطريقة السافرة .. أنتِ مخطئة
أجبتها ببراءة :
ـ على العكس يا أبلة فاطمة لقد أخضعتها بهذه الطريقة وبعدها لن تجرؤ على إذلالي
وتحطيمي ومعاملتي كالخادمة ..
قالت المعلمة وعلى وجهها إمارات الاستياء الشديد :
ـ كلا .. كلا .. يا منى أنتِ بتلك المواجهة أخفتيها حقـاً لكن ليس لدرجة أن تتنازل
لكِ عن كل شي بسهولة فهي أقوى من هذا بكثير .. إني خائفة عليكِ يا حبيبتي ..
لكن اطمئني لن تستطيع إيذائك .. والأفضل أن تخبري أباكِ بكل شيء ..