أعتصر الألم أحشائي وأنا أتقدم لأبي .. أقدم رجلاً و أؤخر الأخرى .. كنت أخاف أن
ينهرني ويسخر من أوهامي كعادته ولكن أخيراً استجمعت شجاعتي وتقدمت منه ببسالة
.. كان يتناول إفطاره بتلذذ واضح وهو يقرأ الجريدة ، وكأنما لم تقم جنازة في هذا
البيت منذ أيامٍ فقط وجنازة من؟ زوجته أم أولاده .. زفرت بقوة خلت معها بأن سيخرج
قلبي من أضلاعي ثم قلت بهدوء :
ـ أبي أريد محادثتك في أمر مهم ..
لم يلتفت إلي .. أستمر يقرأ الجريدة وهو يقول :
ـ ماذا عندك ؟ هيا اخبريني ..
المفضلات