المدهش المبهر أنه لم ينظر لي كفتاة هبطت عليه فجأة من السماء .. لم يذهل .. ولم يستغرب الأمر وكأن عشرات الفتيات
يترددن عليه كل مساء ..
من هو هذا الفتى القابع في تلك الحجرة المغلقة .. وكيف يعيش ويفكر ؟.. أأنساه بسهولة بعدما عرفت قصته الدامية وأطوي
صفحته من وجودي وكأنه لم يكن .. وعهدي الذي قطعته على نفسي .. وشيء ما ابتدأ يتحرك في كياني ربما هو شفقة
وعطف على هذا الفتى المسكين .. لن أتخلى عنه بسهولة بعدما عرفت قصته .. إن حكايته تشبه حكايتي وإن اختلفت
الظروف .. كلانا يعايش الوحدة والمرارة .. ربما هو قادته هذه النهاية إلى ذلك المرض اللعين لكن نهايتي مشابهة لنهايته
فزواجي من هذا الشيخ لهو أسوأ من المرض وحكم مخفف للموت ببريق جذاب .. سأحاول أن أخفف وحدته وأسري عنه
مابقى من أيامه .. ولن يعلم بأمري أحد ..