وأحاول التفاني في حبه وخدمته أكثر من الأول .. يجب أن أنسى تلك الحجرة المنزوية في ذلك الركن وأن أنسى ساكنها
ذلك الشاب الذي يتحدث من العالم الآخر ..
حاولت من غدي الاهتمام بدروسي أكثر فأكثر فالامتحانات على الأبواب , ونجاحي هو همي الأكبر وطموحي الأول في سلسلة
مطامحي الكثيرة ..
ذهبت إلى إحدى الصيدليات سراً وابتعت مانعاً للحمل لأتمكن من مواصلة رحلة كفاحي بنجاح بدون أطفال أو جراح أو عذابات
مرت أيام كثيرة وأنا اتجاهل تلك الحجرة وذلك القابع فيها ينتظرني بلهفة .. بلهفة أنا متاكدة من وجودها لأنها تحاكي لهفتي
وتؤكدها .. كنت أسمع الصرخات أحياناً ويتمزق قلبي وتتوتر أعصابي , لكنني أتمالك نفسي بصعوبة وأمضي في المذاكرة
غير عابئة بشيء واضعة نصب عيني موقفي الحرج واوضاعي الصعبة ونجاحي المطلوب ..
وفي إحدى ليالي الشتاء الممطرة , كنت مستلقية على الأريكة الكبيرة أذاكر دروسي فقد كان امتحاني في الغد الباكر ..
سمعت صرخة خافتة منبعثة من الحجرة .. هززت كتفي بلا مبالاة رغم الألم الذي يهتف في أعماقي .. وبعد لحظات فوجئت
بصوته ينادي أسمي ( منى .. منى ) جزعت .. نبض قلبي بقـوة .. وتصلبت قدماي في خوف شديد .. هل جن هذا الفتى ؟