نظرت إلى وجه زوجي برهبة .. بحثت في عينيه عن خبر ما أو قصة يمتلئ بها كياني .. كانت تصرفاته عادية .. الشيء غير
العادي كان يكمن في أعماقي .. هدأت نفسي قليلاً "إذن لم يتسرب خبر زيارتي لذلك الفتى المسجون في الحجرة" ..
قلت له بارتياح :
ـ هل تريد الغداء حالاً أم تفضل النوم أولاً ؟
قال بهدوء :
ـ بل عجلي بالغداء ، فأنا سأنام قليلاً ثم أسافر على رحلة الساعة الرابعة إلى جدة وسأعود غداً في المساء ، فلا أريد
التأخر على موعد الرحلة ..
صفق قلبي طرباً .. إذن سأستطيع هذه الليلة أن أزور ذلك الفتى البائس ، ولن يمنعني زوجي من أن أفي بوعدي لذلك
الشاب الذي لا أعرف اسمه حتى الان ..
مر اليوم سريعاً لأجد نفسي في الظلام الدامس ..
فتحت باب الحجرة بهدوء شديد ودخلت بهدوء أشد .. كان نائماً أو هذا ما أوحى به إليه الظلام الدامس السائد في الحجرة ..
أشعلت النور لأجده بالفعل نائماً بسلام وخصلة ممتدة من شعره ترقد على عينيه .. تأملته بإشفاق أنه ساكن هادئ كطفل
وديع لا يعرف شرور الدنيا وآثامها .. فتح عينيه فجأة ليراني أمامه .. ابتسم وهو يزيح الخصلة المتمردة من شعره من
فوق عينيه ويحاول النهوض قليلاً ليستوي جالساً .. شققت السكون من حولي بقولي له :
ـ ها أنذا قد وفيت بوعدي لك وأتيت ..
اتسعت ابتسامته وهو يجيب :
ـ أشكركِ على كرم نفسك ولكن من انتِ ؟..





رد مع اقتباس
المفضلات