قالت بعذوبة وهي تغمز بعينيها :
ـ سيرضى مادمتِ راضية ..
فعلاً انا لم أفكر بموضوع الحمل بهذه الجدية من قبل فقد كان الأمر لدي سيان لذلك قبلت الذهاب معه لتلك الطبيبة .. لكن
معلمتي على حق فإن إنجابي وسط هذه الظروف ليس من صالحي ولا من صالح الطفل المرتقب .. فلست متأكدة أنني
سأعيش مع زوجي بقية العمر ثم أنني لا أعرف حتى الآن ماذا حدث لأبي وزوجته وشقيقي أحمد .. فكيف أشعر بالاتقرار
والراحة وأنا لا اعرف مصير أخي وموقف أبي مني وزوجته التي ربما ينكشف أمرها بين لحظة وأخرى ، فالحقيقة لابد أن
تظهر مهما ساد الظلم وطغى واستمر ..
قلت لمعلمتي بإصرار :
ـ أنتِ على حق يا أبلة فاطمة .. يجب أن ألغي هذا الموضوع من فكري تماماً وسأعمل بجدية على تلافيه ..
عدت إلى البيت وقد عرفت طريقي جيداً بفضل معلمتي .. كنت فرحة جذلى .. مررت بتلك الحجرة وأنا ماضية إلى المطبخ ..
كدت أطل على ذلك الفتى البائس لألقي عليه تحية الصباح والمساء ، لكنني تجاهلت كل شيء وأنا أرى زوجي جالساً في
الصالة ينتظرني ..
المفضلات