كفأر وقع في مصيدة أخذت تنظر في كافة الأتجاهات وكأنها تبحث عن معين لها في
هذه المحنة .. قالت بعد لحظات وهي تبتلع ريقها بصعوبة :
ـ منذ متى وأنتِ هنا ؟
علت ابتسامة سخرية شفتي رغم كل شيء .. كدت أقول لها ساخرة : منذ وداع
الحبيب .. لكنني قلت وأنا انظر في عينيها بجسارة :
ـ منذ نصف ساعة تقريباً ولم أجد صفية في البيت ..
ثم ركزت على كلماتي وأنا أقول :
ـ وكنت أحسبك نائمة ..
اضطربت اضطراباً واضحاً وابتلعت ريقها مرتين وكأنها ستقول شيئاً ، ولكنها
صمتت في النهاية ثم قالت بارتباك ملحوظ :
ـ ارتاحي الآن وسأعود فيما بعد ..
وما أن غادرتني حتى هنأت نفسي على ذكائي .. كان هذا هو الطريق الوحيد أمامي
لإخضاعها وكسر شوكتها .. لم يكن هناك بد من أن اقف أمامها بهذه القوة ..
لم أسمعها يوماً تطلب مني أن أرتاح ولكن بعد أن شكت في كشفي لحقيقتها
عاملتني بكل اللين والود ..