واصلت الليل والنهار وأنا أتشوق لنيل شهادتي الثانوية بتفوق يؤهلني لدخول كلية
الطب التي أتمناها .. حاولت الجمع بين عملي تحت خدمتها ودراستي .. أرهقني ذلك
ولكنه وضعني على حافة سلم النجاح ونسيت قراري برفض الظلم وتحديه .. نسيت
كل شيء عدا مستقبلي .. حتى أحسست بالتعب ذات يوم وانهار كل عضو من جسدي
يطلب الراحة المحروم منها ..
حدث ذلك اليوم في المدرسة كانت الفسحة المدرسية توشك على الانتهاء حين ألم
بي دوار مفاجئ ، فلم أستطع الثبات وسقطت على الأرض في انهيار تام .. حملتني
زميلاتي إلى حجرة المشرفة الطلابية التي تعهدتني بالراحة والعناية حتى حضرت
معلمتي الحبيبة التي أكاشفها بكل مايحدث لي .. أصرت على أن أذهب للبيت وأرتاح
لم يجد رفضي إلا اصراراً لديها على مغادرتي المدرسة .. وهمست لي قائلة :
ـ حتى تصدق زوجة أبيكِ عند خروجك من المدرسة إنكِ مريضة وبحاجة إلى الراحة
علها تعفيك من بعض الأعمال ..