ربت على يدي أبي المتغضنتين وقلت له بصوت بدا وكأنه ليس صوتي :
ـ أبي .. لا يزال هناك أحمد وهو في حاجة لك ..
لم أنقطع عن البكاء وأنا ألملم حاجيات ريم .. أثوابها وألعابها وشرائطها الذهبية
الصغيرة .. جمعتها كلها في حقيبة كبيرة لأودعها دور اللأيتام وقد كان هذا مثار
جدل طويل بيني وبين أبي .. فقد كان أبي يفضل الأحتفاظ بملابسها وأشيائها مدى
العمر وعارضته فقد كنت افضل أن تستفيد منها فتيات الملجأ الصغيرات وأقنعته
إن في هذا العمل الخير كل الخير لريم في قبرها وإن الأحتفاظ بملابسها لن يغير
من الواقع المر شيئاً ..
كان أبي جالساً على المقعد ساهماً يفكر ثم فجأة سألني أين حاجيات أمك يامنى ؟
باغتني السؤال رغم إنني قد توقعته يوماً .. حاولت السيطرة على نفسي بصعوبة
وأنا أقول :
ـ في حجرتها .. هناك ..
المفضلات