دوت صرخة في أعماقي وأنا أنظر إلى جمالها البريء الذي يوشك على الفناء ..
صغيرتي .. حبيبتي أرجوكِ أفيقي من أجلي .. ريـم لا تموتي ..
تبدلت أحوال ريم فجأة .. فقد غدت أكثر صحـة وحيوية وبدت أكثر نشاطاً وهي
تلهو مع أحمد بعد فترة طويلة من الشرود والانطواء ..
تنفس أبي الصعداء وكأنه قد انتزع من أعماقه حملاً كريهاً .. قال لي وهو يبتسم:
ـ ألا ترين كيف أصبحت ريم بفضل الأدوية .. ألا ترين كيف تورد خداها وعادت
الدماء إلى وجهها .. إنها الآن أفضل كثيراً فاستمري في مراعاتها ..
نظرت إلى أبي بإشفاق .. انه لا يعرف مايدور في داخلي من معركة قاسية لم استطع
حسمها حتى الآن .. لا يعرف بأن ريم قد رفضت تناول أي دواء .. وأصرت على
رفضها مهددة بمقاطعتي إذا أجبرتها على شيء وأضافت بأنها تعرف نفسها جيداً
وهي ليست بحاجة إلى دواء .. وقد أقلقني رواؤها المفاجئ أكثر مما أفرحني
وخلف في نفسي وجلاً عميقاً وخوفاً شديداً .. فربما اصبحت عروساً بالفعل بعد
أيام واختارها الله من بيننا لجواره .. اقترحت على ابي ذات يوم أن نغير المكان
لننسى الفاجعة وتتحسن صحة ريم وتستعيد توازنها النفسي حتى أحمد يحتاج
لهذه الاستراحة ..





رد مع اقتباس
المفضلات