التفت أبي وقتها إلى تلك المرأة الأخرى قائلاً بحب وابتسامة كبرى تتوج شفتيه..
ابتسامة من ابتساماته النادرة :
ـ هيا ياحبيبتي .. لم أستطع اليوم أن أحقق رغبتك .. لكن اطمئني ستعودين مراراً
عندما تنتهي هذه العجوز المريضة ..
اختفيت بسرعة كيلا يراني أبي ويصب جام غضبه على رأسي .. وعدت بعد ان غادر
وتلك المرأة .. عدت وقد ازداد بكاء أمي ونحيبها .. ربت على كتفيها بحنان ..
التفتت إليّ ووجهها غارق بالدموع .. كان وجهها ضامراً ممصوصاً وعيناها تقطران
مرارة وأسى .. غاضت الدماء من وجهها والتي لونته في الأيام السابقة ولم يبق
إلا الشحوب وطائر الموت يلف حول رأسها إذاناً بالرحيل .. همست بصوت مبحوح:
ـ أمي ..
المفضلات