وعاد مرة أخرى يهمس عبر الهاتف .. وكأنه لم يفعل شيئاً.. كأنه لم يقتلني برصاص
كلماته السامة التي طالما اخترقتني دون أن تصيبني بأذى مجسم من خيال أما كلمته
تلك فقد طعنتني بالصميم.
لكنني فكرت وقررت أن اصارحه بحالة شقيقتي المتردية ،فمهما تكن فهي ابنته
أولاً وأخيراً ويستحيل أن يتخلى عنها ..
وبدأ بيتنا يخلوا شيئاً فشيئاً .. ابتدا الأقارب ينسحبون الواحد تلو والآخر ..
كان آخرهم هو خالي الوحيد وزوجته اللذان يسكنان في قرية بعيدة نائية ..
قبل أن يخرج خالي همس في أذني :
_ هل ترغبين يامنى أنتِ وأخوتك أن تحلوا ضيوفاً عندي ولو لبعض الوقت ثم
التفت يرمق زوجته في خوف قبل أن يتابع :
_ ولكن تعرفين ياابنتي إن بيتنا مزدحم بالأطفال أعاننا الله عليهم ..
ثم أن ابيك في حاجة إليكِ في مثل هذه الظروف .. انتبهي لأبيك وأخوتك واعملي
كما كانت تعمل المرحومـة أمكِ..
كوني شمعة الدار..
المفضلات