قررت أن اصارح أبي بما كان عليه من أمرها ، فهو يستحيل أن يلاحظ شيئاً
يخصنا نحن أولاده ..فهو مشغول بنفسه فقط ولا يهمه سواها ولا أنسى حينما
كانت أمي تحتضر، وذهبت لأخبره ،وأطلب منه استدعاء الطبيب ، كان يحادث
إحدى الفتيات عبر الهاتف.. صرخت فيه غير عابئة بهمسه وكأنني أنتقم لأمي:
_ أبي ..أمي إنها تموت ..
التفت لي بحدة وفي عينيه نظرة صاعقة كالتي أراها حينما كان يتعارك وأمي ..
أخافتني نظرته كدت أتراجع .. تذكرت وجه أمي الجميل وصفرة الموت تعلوه ..
تذكرت كلماتها الأخيرة عـن الموت وقربها الشديد منه .. هتفت بقوة :
_ أبي .. أرجوك .. أحضر الطبيب لأمي .. إنها توشك على الموت..

نظر لي بسخرية وهو يقول :

_ وماذا سيفعل لها الطبيب .. انها ميتة به أو بدونه ..