وجهوا إنذاراً شديد اللهجة إلى الكروات
الدنماركيون يد من حديد يقضون على «أحلام التانغو»
أم الحصم - محمد مهدي، محمد أمان، يونس محمود
وجه المنتخب الدنماركي إنذار شديد اللهجة لمنتخب كرواتيا الذي سيواجهه في الدور النهائي لبطولة كأس العالم للناشئين لكرة اليد التي تختتم اليوم (الجمعة) على صالة بيت التمويل الخليجي، وذلك حين فجر مفاجأة كبيرة بالفوز الكبير على منتخب الأرجنتين الذي يعد (مفاجأة البطولة السارة) وبنتيجة 36/21، في مباراة لم ترتقي إلى المستوى المأمول، وأنهاها المنتخب الدنماركي منذ الشوط الأول الذي انتهى لصالحه أيضا بنتيجة 19/11؛ ليتأهل إلى المباراة النهائية بعد مشوار طويل بالبطولة العالمية حقق من خلالها 6 انتصارات وخسارة واحدة من منتخبنا الوطني في آخر مبارياته في الدور الأول.

بداية دنماركية قوية لم تدع لجس النبض مكانا، ليبدأ في توسيع الفارق سريعا ومن دون مقدمات، وسط أداء متواضع لمنتخب الأرجنتين الذي وقع فريسة الدفاع الممتاز للدنماركيين وتألق الحراسة؛ ليمسك هذا الأخير بزمام المباراة منذ بدايتها وهو ما سعى إليه من خلال لعبه المنظم.

وعلى رغم البداية الجيدة للأرجنتين، إلا أن الدنمارك كان الأفضل تنظيما في الملعب وذلك بفضل تحركاته قائده هيلت هجوميا، والتنظيم الجيد للدفاع الذي اتبعه بطريقة 6/صفر، وكان سدا منيعا أوقف كل الهجمات الأرجنتينية التي شابها الخلل في استغلال أي ثغرة، ما أوجد صعوبة كبرى للهجوم الأرجنتيني الذي لم يعرف التعامل مع الدفاع المتأخر للدنمارك، والتألق اللافت لحارسه نيكلس الذي كان العلامة الفارقة في الشوط الأول وسط اعتماد كبير من الأرجنتين على التسقيط للاعب الدائرة الذي لقي صعوبة كبيرة في الفوز على حارس الدنمارك، ليبدأ لاعبو الدنمارك ووسط ذلك بالاعتماد الكلي على الهجمات المرتدة السريعة واستغلال البطء الذي شوهد عليه لاعبو الأرجنتين بعد فقدهم للكرة، ليوسع الدنمارك الفارق الذي وصل في الدقيقة 12 إلى النتيجة 9/4، خصوصاً مع الصيام الطويل للاعبي الأرجنتين عن التسجيل.

في المقابل لم يكن الدفاع الأرجنتيني الذي اتبع الطريقة ذاتها في بداية المباراة جيّدا وفشل في إيجاد الحلول للمهارة الدنماركية التي تفننت في الاختراق وخصوصا من جانب هيلت وزميله صاحب الطول الفارع كاسبر، ليغير من دفاعه وحارسه الأساسي الذي لم يكن موفقا تماما وربما أصيب في لعبة مشاركة مع لاعب دنماركي، ليغير من دفاعه إلى الطريقة المتقدمة 4/2 و3/3 في محاولة للضغط على مكامن الخطورة الدنماركية في الخط الخلفي، لكن الدنماركيين كانوا أكثر فطنه إذ بدأ الخط الأمامي بالعمل وبدأت الأطراف في استغلال الثغرات الواسعة التي كلفها الدفاع المتقدم للأرجنتين ووسط حراسة ضعيفة أيضا كان عاجزة عن التصدي لأي كرة ليواصل الدنماركيون تفوقهم الكامل وسيطرتهم الكاملة على أجواء اللقاء.

وحاول مدرب الأرجنتين عمل شيء للتفوق الدنماركي صيام لاعبيه الهجومي، ليبدأ لاعبو الأرجنتين في التركيز أكثر على الاختراقات والمهارات الفردية التي كانت السبب في تقليص الفارق إلى 6 أهداف، ليطلب مدرب الدنمارك نورجلاند وقت مستقطعا لتصحيح أخطاء الدفاع التي بدأت بالظهور مع الاعتماد الأرجنتيني للمراوغة؛ ليحسن الدفاع الدنماركي من أدائه من جديد، وليعيد الدنماركيون الفارق الكبير الذي انهوا به الشوط الأول بنتيجة 19/11.

في الشوط الثاني حاول الأرجنتينيون عمل شيء وتقليص الفارق سريعا إلى أقل مقدار، هو ما يعني زيادة الجهد الدفاعي خصوصا، ليتمكن من خلال دفاعه المتقدم 3/3 من تحقيق أفضلية نسبية مكنته من تقليص الفارق قليلا، لكن مدرب الدنمارك عمل على إعادة التوازن لأداء لاعبيه هجوميا، وذلك من خلال اللعب بسبعة لاعبين في الهجوم، ما أوجد صعوبة للدفاع الأرجنتيني الذي انتشرت أخطائه وثغراته بشكل كبير مكنت لاعبي الدنمارك من إعادة الفارق، بل وزيادته مستغلين الاستعجال البادي على لاعبي الأرجنتين والعصبية غير المبررة التي أوجدها الفارق الكبير، ما أدخل الاستسلام في نفوسهم، لتسير المباراة منذ الدقائق العشر الأولى في طريق ممهد للاعبي الدنمارك الذين تفننوا في زيادة الغلة.

إثر ذلك فضل مدرب الأرجنتين إعطاء الفرصة للاعبي الاحتياط من أجل اكتساب الخبرة وهذا ما جعل المباراة تكون ضعيفة المستوى تسيّدها الدنماركيون تماما وهم الذين لم يغيروا تشكيلتهم الأساسية كاملة محاولا من خلالها مدرب الفريق في زيادة الفارق الذي جاء كبيرا قياسا بمباراة في الدور نصف النهائي للبطولة العالمية، لتنتهي المباراة لصالح الدنماركيين بنتيجة كبيرة قوامها 36/21.