العرس الدمي
ذكرى فاجعة القديح 15\4\1420هــ
(( بعض العبارات من قلمي و البعض الأخر مستوحاة من ( كتيب من وحي الحادث المؤلم ) )) بـ قلم عبد الخالق الجنبي.
"صفحة من مذكراتي في هذه الليلة من العام الماضي "
في يوم الخميس من ليلة الجمعة في تاريخ 15\4\1427هــ كنت جالسه في غرفتي على المقعد بقرب من النافذة تذكرة ما حدث قبل سبع سنوات في مثل هذه الليلة و مثل هذا التاريخ 15\4\2420هــ تذكرت العرس الدامي كيف كان هادئ في بادئ الأمر تملئه التهاني و الزغاريد و رائحة البخور و مزامير الغناء ...
و لكن و فجاءه تحولت الزغاريد إلى صرخ و عويل و امتزجت رائحة البخور برائحة الدم و مزامير الغناء إلى جوقة عزاء ...
و أشلئ الأطفال و النساء متناثرة بين الأعشاب ..
تذكرة موت الرضيع على حضن أمه و أماًً من الخوف لتنقد وليده من الموت على الأرض ضمته إلى صدره و رغم كل المحاولات ماتا معاً...
و نساء نشراً شعرهن ليسترن جسدهن بعد فقد الستور..
و فتاة نجت لكن رجعت لتبحث عن أمه بين الحشود ذهبت و لم تعد ...
ففاجعة العرس ليس ككل الفواجع تنسى بمر السنين .
فاجعة العرس كانت عروس بهية (( فاطمة )) من نسل عائلة فاطمية أشبة إلى القمر المكتمل , تقمصت الدين لبساً ,هي النجم نوراً, هي الشمس وهجاً , هي الحسن معنى ...
كانت ككل البنات تؤمل زوجاً ودوداً وفياً و أن تكون الزوجة و الأم التي تربي أولده و تنشئهم نشأة وافية ...
كنت بين الأماني و تحقيقها وقت قصير...
لكان بذلك المساء المرير و قد نصبوا خيمة وسط العراء بدت شبحاً في الظلام , وأم العروس تزين خيمتها المرعبة ...
و بعد انقضاء صلاة العشاء بدأن النساء المسير وصلنا دخلن الخيمة مهنينا أم العروس أكلن . شرباً . سررن . و غنيين كل أغاني التراث القديم ...
تحول هذا المشهد الرائع إلى مشهد أخر فيه العروس موشحة بالسود و النساء و الأطفال و الصبايا غدوا وقوداً لنار الحريق ...
تذكرت كيف عشن هذه الكارثة وقت كنا نشيع عدداً كبير من الشهداء يحملون على أكتاف المؤمنين من سكان القديح و الذين حضروا من كل مكان ليشاركوا أهلها المصاب و هم من أهل العزاء ...
كأنناً كنه أسرة واحده تحملوا الجلوس في العراء و حرارة الجو من أجل يواسوناً و ليخففوا مصاباً فشكراً لهم على هذه الشعور العظيم ...
و كلما تذكرة هذه الكارثة أتذكر معه قول أبي عبد الله الصادق(عليه السلام ) في أحد رويته : ((أن أشد الناس بلاءاً النبيون ثم الوصيون ثم الأمثل فالأمثل . و أنما يبتلى المؤمن على قدر أعماله الحسنه فمن صح دينه و حسن عمله أشتد بلاؤه و ذلك أن الله يجعل الدنيا ثواباً له و لا عقوبة لكافر و من سخف عمله قل بلاءه و أن البلاء أسراع إلى المؤمن النقي من مطر إلى قاع الأرض ......)).
(صدق عليه السلام ).
رحم الله من قرأ سورة الفاتحة و أهدى ثوابها إلى أرواح شهداء الفاجعة العظيمة بالقديح .
و بأخص إلى عروس الجنة (فاطمة علوي ناصر أبو الرحي 22 سنة ) تاريخ الوفاة : 18\4\ 1420هــ .
تحياتي : " صدى الأمواج " .
المفضلات