بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

قال تعالى (وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ * قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ * وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ * فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ) " النمل 48-52"

عنوان المحاضرة : الشباب ومسئولية الإصلاح

النقاط الأساسية :
1- الشاب المبلّغ والمؤامرة عليه
2- الشباب المخلصون في التاريخ
3- دور الشباب في مسألة إصلاح المجتمع

النقطة الأولى : الشاب المبلّغ والمؤامرة عليه

تتحدّث الآيات عن قوم نبي الله صالح حيث بعثه الله إلى قومه مرشدا موجها ومبلغّا وهو في بداية شبابه عمره 16 سنة , ولكن قومه الذين يعبدون الأصنام لم يستمعوا لنصحه .
النبي صالح (ع) كان يخرج كل ليلة إلى جبل في بلدته يصلي ويتعبّد ويناجي الله في خلوته وهو في ريعان شبابه , فدبّر له تسعة أشخاص مكيدة بأن يختبئون وراء الجبل فإذا أقبل للعبادة يقتلوه , وفي الليلة المعدّة للاغتيال جاء النبي صالح كعادته وهو لايدري بما دُبّر له ولكن عين الله تحفظه , فإذا بالأمر الإلهي أمر جبريل بأن يُسقِط صخرة من أعلى الجبل عليهم فأهلكتهم جميعا .
النبي صالح بقي يبلّغ مائة سنة ولم يؤمن له أكثر من سبعين نفر ومع ذلك كان صابرا في تبليغه .

النقطة الثانية : الشباب المخلصون في التاريخ

الشباب هم الأرق أفئدة , والقاعدة العامة كلما طال عمر الإنسان كلما قسى قلبه , يقول النبي صلى الله عليه وآله ( أوصيكم بالشبان خيرا فإنهم أرق أفئدة , إن الله بعثني بشيرا ونذيرا فحالفني الشبان وخالفني الشيوخ ) ويقول تعالى (فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ) " الحديد16"

أمثلة للشباب المخلصين في التاريخ :
* مصعب بن عمير آمن بالنبي (ص) وعمره 17 سنة وأبواه مشركين قالا له : إذا بقيت مع محمد فسنقطع عنك العطاء , فصار يفكر واتخذ قرار أن يكون مع النبي فضحى بدنياه من أجل دينه
* مالك الاشتر العفيف الطاهر , حليم عن من أساء إليه وقضيته مع الذي شتمه في الطريق ورمى عليه الحجارة فدخل إلى المسجد صلى ركعتين واستغفر له في المسجد وحين أتى من شتمه ليعتذر منه قال له : إني مادخلت المسجد إلا لأدعوا الله بان يغفر لك وقال : هكذا أدبني مولاي علي بن أبي طالب عليه السلام
* هلال بن نافع كانت عنده مخطوبة لم يدخل بها , يوم عاشوراء لما أراد أن ينزل للميدان تعلقّت بأذياله زوجته وقالت : تدعني مع مَن ؟ وصارت تبكي . فرقّ قلب الحسين عليه السلام لها , فالتفت لنافع وقال له : ان زوجتك لايطيب لها فراقك فلو آثرت البقاء معها على البراز . فقال نافع : إذا تركتك من ينصرك وبأي وجه ألقى جدك رسول الله يوم القيامة .

النقطة الثالثة : دور الشباب في مسألة إصلاح المجتمع

في البدء نقف وقفة إجلال لأبنائنا الشباب الذين انخرطوا في المشاريع الخيرية الاجتماعية مثل المواكب الحسينية التي تثلج الصدر فأكثر المشاركين من شريحة الشبان .
وفي المقابل هناك شريحة أخرى من شبابنا أثّر عليها التضليل والفساد فبدأت تنخرط وراء الانحراف ووساوس الشيطان فانتشر العنف المسلّح والممارسات السيئة .

ولذلك نذكر نقاط يجب الالتفات لها :

* مسألة الوعي بأن نفس الإنسان عدوه له ولكن هذه النفس هي الأمارة بالسوء لاالأنفس الأخريات , وهي لاتعمل وحدها بل تعمل بمعيّة الشيطان , ومشكلة الشيطان انه عدو لنا وهو يرانا ولانراه وهو ساكن في صدورنا . يقول الإمام السجاد عليه السلام ( أسكنته صدورنا وأجريته مجاري دمائنا , لايغفل إن غفلنا, ولاينسى إن نسينا, يؤمننا عقابك, ويخوفنا بغيرك, إن هممنا بفاحشة شجعنا عليها , وإن هممنا بعمل صالح ثبطنا عنه .. )
* الالتزام بأوامر الله من غض البصر ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ... )
* اللجوء إلى البديل الأفضل : مثلا بدل الاستماع للغناء الذي ينبت الانحراف يستمع للعزاء , وبدلا من مشاهدة القنوات التي تنشر الفساد يشاهد القنوات الإسلامية التربوية . كذلك إشباع الغريزة الجنسية بالطريق المشروع وهو الزواج ( مامن شاب تزوج في حداثة إلا عج شيطانه ) , وتعلّم ثقافة الزواج كي لانقع في المحذور كالطلاق
* الإدراك بأن الله هو المدبّر لكل الأمور