الإرادة الميتة عند الأمة
اضغط هناا لللإستماع
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
عنوان المحاضرة : الإرادة الميتة عند الأمة
النقاط الأساسية :
1- مظاهر موت الإرادة
2- أسباب موت الإرادة
3- النتائج المترتبة على موت الإرادة
النقطة الأولى : مظاهر موت الإرادة عند المجتمع الإسلامي
ابتدأ الشيخ محاضرته بحديث الإمام الحسين عليه السلام عشية خروجه من مكة إلى العراق (خط الموت على ولد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة، وما أولهني إلى أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف، وخير لي مصرع أنا لاقيه، كأني بأوصالي تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء فيملأن مني أكراشا جوفا، وأجربة سغبا، ولا محيص عن يوم خط بالقلم، رضا الله رضانا أهل البيت، نصبر على بلائه ويوفينا أجور الصابرين )
ثم بيّن أن مرض الأمة في زمن الامام الحسن عليه السلام هو التشكيك في الخط الرسالي ولكن الإمام الحسن استطاع بصلحه مع معاوية أن يوضح للناس ان الخط الرسالي هو الذي يمثّله أهل البيت لأن معاويه حين نقض العهد انكشفت حقيقته . لكن في زمن الإمام الحسين عليه السلام كان هناك مرض آخر هو موت الإرادة , فترى الناس تعرف أن الحق مع أهل البيت لكن إرادتها ميتة .
وذكر هذه المواقف لموت الإرادة في عهد الحسين عليه السلام :
الموقف الأول :
موقف عبيد الله بن الحر .. كان محب لأهل البيت وكان موجودا في الكوفة ولكنه حين علِم بمجيء الحسين للكوفة خرج منها فشاءت الأقدار ان يجتمع الحسين معه في احد المناطق في طريق العراق , فبعث الامام رسوله لعبيدالله ليدعوه لنصرته فلم يستجب وقال : أنا خرجت خوفا من لقيا الحسين وألتقي به . فجاء الحسين بنفسه اليه وقال له : ارتكبت ذنوبا محاسب عليها عند الله فهل لك من توبة ؟ فقال : ماهي ؟ قال عليه السلام : أن تنصر ابن بنت نبيك .
قال : أعلم ان من قاتل وقتل معك هو السعيد في الآخرة لكن نفسي لاتسمح لي بالموت , لكن فرسي وسيفي أقدمهما لك . فرد عليه الحسين : ماجئناك لفرسك ولا لسيفك بل لطلب النصرة . ثم تلا قوله تعالى (وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا ) " الكهف 51 "
هذا النموذج قلبه مع الحسين لكنه غير مستعد .
الموقف الثاني :
يوم عاشوراء علِم حبيب بن مظاهر بأن عشيرة بني أسد حطّت بقرب الفرات فاستئذن الحسين ليمضي لهم ويطلب منهم نصرته , وأذن له الإمام , فذهب حبيب لعشيرته ينصحهم بنصرة الحسين لكنهم لم يستعدوا وغادروا المنطقة كي لايكونوا مع الحسين ولاضده فابن سعد لن يقبل منهم الموقف الحيادي , فجاء حبيب وأخبر الحسين بخبرهم فقال عليه السلام : لاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم
الموقف الثالث :
أرسل الحسين عليه السلام قيس الصيداوي لأهل الكوفة بكتاب يخبرهم بأنه قادم إليهم استجابة لطلبهم . ونظرا لان ابن زياد قد طوّق المنطقة أُلقي القبض على رسول الحسين فقام بتمزيق الكتاب . فسأله ابن زياد أين الكتاب , فقال : مزّقته , سأله ماذا فيه ؟ فقال له : لو كنت سأخبرك بما فيه لما مزقته .
فقال ابن زياد : سأقتلك إلا إذا مدحت بني أميه ولعنت الحسين على المنبر . فتظاهر قيس بالاستجابة له , فأمر ابن زياد باجتماع الناس .
افتتح قيس كلامه على المنبر بمدح أمير المؤمنين وأهل بيته عليهم السلام وثنّا بمساوئ معاويه ثم قال : إني رسول الحسين وهو قادم إليكم فتهيئوا لنصرته . والنتيجة أمر ابن زياد بجلاوزته أن يسحبوه من على المنبر .
لكن موقف الناس الاستسلام فبعد قتل رسول الحسين يأمرهم ابن زياد بفصل رأسه فيتقدّم أحدهم ويحز الرأس , وحين عِيب على من حز رأسه في ذلك قال : إنما أردت أن أريحه !
الموقف الرابع :
خطاب الحسين عليه السلام (خط الموت على ولد آدم ...) إلى أن قال ( فليرحل معنا ) كان في المسجد الحرام وفي موسم الحج فكان مكتظ بالبشر , ولكن لم تستجب له إلا القلة القليلة .
النقطة الثانية : أسباب موت الإرادة :
1- أكل الحرام : في الحديث الشريف ( من نبت لحمه على الحرام لم يقبل الله له عملا أربعين صباحا ) وان اللقمة الواحدة من الحرام تنبت اللحم . ويشير الحسين عليه السلام إلى أهل الكوفة في خطبته (تبا لكم أيتها الجماعة وترحا ! أحين استصرختمونا والهين ، فأصرخناكم موجفين ، سللتم علينا سيفا لنا في أيمانكم ، وحششتم علينا نارا اقتدحناها على عدونا وعدوكم ، فأصبحتم ألبا لأعدائكم على أوليائكم ، بغير عدل أفشوه فيكم ، ولا أمل أصبح لكم فيهم ، إلا الحرام من الدنيا أنالوكم , فهلا لكم الويلات )
2- الانحرافات الأخلاقية : انتشر الفساد من بني أميه فأصبحت الخمور تباع علنا فماتت إرادة الناس وبدئوا يتجهون نحو الهاوية
3- الانحراف عن قيادة أهل البيت : تارة بسبب الترهيب وتارة أخرى بالترغيب ترك الناس قيادة علي واتجهوا لمعاويه , تركوا قيادة الحسين واتجهوا ليزيد
النقطة الثالثة : النتائج المترتبة على موت الإرادة
1- ارتكاب أبشع الجرائم والمعاصي : قتل سيد شباب أهل الجنة بأبشع صورة , فالمعاصي والذنوب التي قتلت الإرادة تهتك عصمة الانسان فيقع في أعظم المعاصي كقتل الإمام .
2- الاستعباد والاذلال والملاحقة في المعيشة : بنو أميه أذلوا أهل الكوفة والبصرة , وأشار الإمام علي عليه السلام في نهج البلاغة يتحدث عن فئة بني أميه ( حتى يقوم الباكيان , باكي يبكي على دينه وباكي يبكي على دنياه )
3- ديمومة الحسرة : لما خطبت السيدة زينب عليها السلام وبكى الناس قالت ( إي والله فابكوا كثيرا واضحكوا قليلا فقد ذهبتم بعارها وشنارها ... ) إلى أن قالت ( أوعجبتم ان أمطرت السماء دما ولعذاب الآخرة أخزى وأنتم لاتنصرون ) قال الراوي : فوالله لقد رأيت الناس حيارى يبكون قد وضعوا أيديهم بأفواههم وهم يبكون
المفضلات