القيادة


مرئي

صوتي


تحدث آية الله السيد منير الخباز حفظه الله في الليلة الرابعة من ليالي محرم الحرام عن " القيادة " إنطلاقاَ من قوله تعالى (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا) سورة الفتح 29في محورين: الأول ، حاجة القيادة إلى القاعدة الشعبية ، والثاني ، سراية القداسة من القائد المقدس إلى من حوله.



المحور الأول: حاجة القيادة إلى القاعدة الشعبية:

وهنا طرح سماحته بحث في علم الإجتماع وهو أنه هل القائد هو الذي يصنع القاعدة الشعبية وهو الذي يصنع الأتباع أم القاعدة هي التي تصنع ذلك أم أن كلامهما مكمل للآخر؟وللإجابة على هذا السؤال تعرض سماحته لنقطتين: النقطة الأولى :إن هناك فرق بين الشخصية القيادية وبين القيادة الفعلية فهناك أشخاص تتمتع بصفات القيادة ولكن ليس لهم قيادة وذلك لأن ليس لهم أتباع مخلصون(قيادة شعبية) إذ لا بد من وجود قاعدة مخلصة للقائد حتى تتكون قيادة فعلية التي تحتاج إلى 3 أركان:

1/القائد المتميز.

يحتاج القائد المتميز إلى صفتين :1/أن يكون خبيراً إجتماعياً يعلم يحاجات أتباعه ومتطلعاتهم وأهدافهم.2/ان يمتلك أدوات الأتثير من علم وقدرة بيانية ووسائل إعلامية.

2/الأتباع المتميزون.قال نابليون ( لا بد من القائد المتميز من أتباع متميزون)

3/الهدف.

لا بد من وجود هدف واضح ومرسوم للقائد يسير من أجله وتسير الأتباع من وراءه. وطرح سماحته أمثله تبين أهمية هذه الأركان في القيادة الفعلية ..كـ يوم أحد هزم المسلمون فيه بعد توفر الأتابع المتميزون بالرغم من وجود القائد المتميز ألا وهو النبي (ص).

النقطة الثانية:كيف يتم صنع القيادة حتى تلتئم هذه الأركان الثلاثة؟ يذكر علماء المجتمع عدة ركائز لصناعة القيادة وهي:1/وضوح الهدف :غن وضوح الهدق لدى القائد ينعكس على الأتباع 2/دراسة المستقبل:إن دراسة المستقبل أمر ضروري لنجاح القيادة وفعالية تأثيرها.3

/التمازج بين التفاؤل والصبر:القائد متى ما كان يائس سرى اليأس إلى أتباعه فلا بد أن يملك روح ممزوجة بين التفاؤل والصبر.4/ القيادة : تحتاج القيادة إلى خصلتين:1/روح الإنتفاح.2/روح الإحتواء. 1/روح الإنفتاح: جيش من الأرانب يقوده أسد خير من جيش من الأسود يقوده أرنب وخير منهما جيش أسود يقوده أسد.(جيش من الأسود يقوده أرنب ) تدعي بظاهرة الأرانب أي أتباع الأسياد وقد بين سماحته عن مدى سيطرة هذه الظاهرة على مجتماعتنا فإننا نرى صاحب شركة معينة يقوم بتقديم الموظفين الذين لا يملكون الكفاءة خشية على منصبه إذاّ فأن منصبه أهم عنده من مصلحة الشركة فلا تدوم تلك الشركة طويلاً. فإذا كان هناك إنفتاح وتبادل في الرأي لسارت أمور الشركة على خير ما يرام وأصبحت جيش أسود يقوده أسد. قال تعالى في كتابه (وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ)سورة الشورى 38 أي أنك كقائد لا تتدخل في كل أمر أترك لعقولهم فرصة للتفكير والتحرك في المور النظامية والإدارية...إلخ وقال تعالى (فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ)سورة آل عمران 159 وإن هذا لا يعني بأن الرسول يحتاج للمشورة بل إن ذلك من أجل تعليم أمته كيف تكون القيادة الصحيحة. إذا المشور والإنفتاح ركيزة أساسية من ركايز القيادة الناجحة. 2/روح الإحتواء:لقد كانت روح الإحتواء ظاهرة على شخصية النبي (ص) وقد ذكر سماحته عدد من القصص التي دل على ذلك ومنها عندما خاض النبي 0ص) غزوة حنين قام بتوزيع الغنائم على أهل مكة وذلك لكونهم حديثوا العهد في الإسلام وكانوا يحتاجون إلى الدعم المادي لأن الدعم المادي يدعمهم دعماً نفسياً فأصبح هذا الفعل موضع استغراب من الأنصار فذهبوا إلى الرسول وقالوا :حرمتنا من الغنائم قال (ص):أما ترضون أن يرجع الناس بالشاة والبعير وأنتم ترجعون برسول الله ) فسرت قلوب الانصار بما ذكر.وفي موقف آخر له (ص) مع المنافقين حينما كشفوا بعد فتح مكة فقد تعامل معهم بحذر ومداراة ولم يقدم على ما أشاروا عليه بقتلهم حتى لا يقول الناس بأن النبي قتل أصحابه ويطغى أمرهم على كيان الدولة الإسلامية . المحور الثاني: سراية القداسة من القائد المقدس إلى من حوله: سؤال يطرح نفسه :هل تسري القداسة من المقدس إلى من حوله؟إن الرسول مقدس وقبره مقدس وتاربه مقدس ومنبره مقدس إلى إن القداسة قد سرت إلى ما حوله فهل من حوله من الصحابه مقدسين؟هناك مقالة لدى بعض المذاهب الإسلامية تقول إن القداسة تسري لذا فهم أولى بهذه القداسة فإن القرآن الكريم مدح وثنى على أصحاب النبي وهذا يعني أن القداسة سرت من النبي إلى أصحابه .قال تعالي(لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا )سورة الفتح 18وقد طرح سماحته من هنا ملاحظتين: 1/ملاحظة عقلية2/ملاحظةنقلية.

1/الملاحظة العقلية:وقد طرح سماحته بحث في علم العرفان(حقيقة النور) فعند قراءة آية النور (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لّا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء) سورة النور35فإن أول الآية تدل على النور العام ألا وهو نور السموات والأرض بينما آخر الآية يدل على نور خاص وهنا تساءل سماحته عن الفرق بينهما ؟ مثال:الشمس لها نور كاشف وهو النور الذي ينبسط على السماء ويملأ الأفق والشمس بحد ذاتها هي عبارة عن النور المنكشف لكن الكثير منا ينشغل بالنور الكاشف عن المنكشف ...ثم تطرق سماحته إلى النور الموجود في المخلوقات إذ هناك نوران:1/نور الوجود2/نور خاص موجود في قلوبنا بالفطرة .قال تعالي(فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ) سورة الروم 30إننا منشغلون بالأنوار الأخرى (الأبناء,العمل ..إلخ) وإن هذا النور الخاص الموجود في قلوبنا لا يمكننا أن نكشفه إلا بإزالة الغبار عنه ((غبار الذنوب)) فقد قال (ص) ( من عرف نفسه فقد عرف ربه)إن هذا النور الإلهي الموجود في قلوبنا له عدة خصائص:1/مراكز ودرجات.قال تعالى(نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)سورة النور352/مقام الشهادة.قال تعالى(كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ الأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ *وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ * كِتَابٌ مَّرْقُومٌ* يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ)سورة المطففين 18-213/السراية.قال تعالى(أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ)سورة الأنعام 122 بعد ما طرحه من يحث وتوضيح أجاب سماحته على السؤال في إذا ما كانت القداسة تسري من النبي إلى من حوله أم لا؟ القداسة هي النور فإذا سرى النور سرت معه القداسة والنبي كان نوراً فسرى نوره إلى قبره ومنبره وحتى إلى الصحابه الذين كانوا يدركون أين كان يسري النور فكما روى البخاري عن أنس بن مالك قال(خرج علينا الرسول بالهاجرة يتوضأ فأخذ الناس فضل وضوئه تتمسح به وعندما وصل إلى منى حلق شعره ووزعه على الناس وكان أبا طلحة أول من تبرك به) وعندما قال تعالى(وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى)سورة البقرة 125فإن مقام إبراهيم هو صخره وقف عليها النبي إبراهيم (ع) فسرى النور إلى تلك الحجرة فأصبحت مقدسة.

2/الملاحظة النقلية :قال تعالى(وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ* أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ )سوؤة الواقعة 10/11 قداسة عامةقال تعالى(وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ) سورة المائدة9قداسة خاصةمن الآيات نستنتج أن ليس كل من صحب النبي (ص) تسري إليه القداسة فهناك من آمنوا به ومنهم من كذبوه إذا فإن أصحاب النبي هم على درجات