محـــاضرات
السيد/ منير الخباز
صوتي
مرئي
المحاضرة الأولى :
كيف نصنع من اليتم عاملاً لبناء الحضارة
تحدث سماحة آية الله السيد منير الخباز حفظه الله تعالى في الليلة الأولى من ليالي محرم الحرام عن
" كيف نصنع من اليتم عاملاً لبناء الحضارة " منطلقاً من الآية الكريمة
( ألم يجدك يتيماً فآوى ) ودار حديث سماحته حول ثلاث محاورهي: أولاً تحديد حقيقة اليتم ، ثانياً في الربط بين اليتم والنبوة والمحور الثالث في كيفية جعل اليتم عاملاً إيجابياً لبناء الحضارة.
ملخص المحاضرة
المحور الأول:
تحديد حقيقة اليتم:
عرف سماحته اليتم لغة ,,شرعاً وعند علماء النفس في المدرسة التحليلية...
*اليتم في اللغة معنيين:
1- ما لا نظير له .
2- من فقد أباه .
*شرعياً:
من فقد أباه وهو لم يبلغ.
*علماء النفس (المدرسة التحليلية):
الشعور بنقص الأمن النفسي إذ أن من أبرز حاجات الإنسان الفطرية هي الأمن وقد بين سماحته أقسام الأمن وأي منهما ينقص اليتيم
إذ هناك 3 أقسام من الأمن:
1/الأمن البيولوجي ((الجسدي)):توفير الوقاية سواء من مأكل أو مشرب أو الأمن من مرض.....إلخ,
2/الأمن الحياتي :شعور الإنسان بأن حياته غير مهدده بالخطر.
3/الأمن النفسي :شعور الإنسان بأن له مأوى يأوي إليه إذ أن المأوى يجعله يشعر بالدفء والحماية والإنتماء.
واليتيم يشعر بنقص المأوى لذا فإن اليتيم يفقد القسم الثالث من الأمن ألا وهو الشعور بالأمن النفسي.
المحور الثاني:
ما هو الربط بين اليتم والنبوة؟
عند ملاحظة التاريخ نجد أن اليتم يرتبط بالنبوة ..
*نبي الله إبراهيم(ع) فقد أباه ورباه عمه.
*نبي الله موسى(ع) كان يتيما.
*نبي الله عيسى(ع) ولد دون أب.
وهنا تساءل سماحته لماذا نلاحظ أن الأنبياء أيتام؟ وقد أجاب عن هذا التساؤل إذ ربط بين النبوة واليتم خلال 3 وجوه:
1/الإستقلال في القرار:
بما أن النبوة تعني القيادة فإن من خصائص القيادة بأن تكون مستقلة في قرارها فالقائد الذي يكون تابعاً لغيره ليس قائداً ناجحاّ إذ يجب على القائد الناجح أن يكون مستقلاً في قراراته وإلا أصبح متعثراً في قيادته والنصوص تؤكد إستقلالية رجل الدين في قراره لذلك كان النبي (ص) يتيماً.
2/موطن الرحمة:
1. اليتيم عندما يعيش معاناة اليتم ويرى الحاجة للرؤف والرحمة فإنه يصبح أكثر رحمة ورأفة بالفقراء واليتامى قال تعالي (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ )سورة الأنبياء 107
3/ النبوة تعتمد على اليتم :
من دليل حساب الإحتمالات إذا كان حجم النتيجة أكبر من حجم المقدمات فهذا يعني أن هذه المقدمات لا تولد هذه النتيجة إذا لا بد من وجود عامل خارجي أثر على النتيجة ... وعند تطبيق ذلك على رسول الله محمد (ص) نرى أن هناك 4 عوامل إجتمعت في النبي (ص)..:
1. 1/ أنه أمّي .قال تعالي
(وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ )سورة العنكبوت48
2/فقير.قال تعالي
(وَوَجَدَكَ عَائِلا فَأَغْنَى)سورة الضحى 8
3/لم يكن شاعراً. قال تعالي
(وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ)سورة يس 69
عند قراءة هذه المقدمات(العوامل) ورؤية النتجية وذلك بأنه صلى الله عليه وآله أتى بكتاب ما زال معجزة حتى زماننا هذا فالقرآن الكريم كتاب تاريخي ..كتاب يشمل على أسرار الطبيعة ..كتاب يتحدث عن تهذيب النفس ...إلخ,,
إذاً إن النتيجة لا تتناسب مع المقدمات ومن ذلك فإن العقل والمنطق يقول بان هذا الكتاب صاغته يد اخرة وهو ان الله سبحانه وتعالي أنزله على النبي محمد (ص) فلم لو يمكن النبي يتيماً لجاء الإحتمال بأنه أبوه وفر له المعلمين والكتب .ولكن الله ليرفه هذا الإحتمال جعله يتيماً حتى لا يحدث شك في نبوة صلى الله عليه وآله.
1. قال تعالي
(وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى ).سورة النجم آية 3/4
المحور الثالث:
هل اليتيم عامل إيجابي أاو سلبي في بناء الحياة والحضارة؟ ..:
1/دراسة علماء النفس.
2/القرآن الكريم.
1/علماء النفس قاموا بإجراء إختبارات عدة للأيتام المرعيون وغير المرعيون .
*اختبار لمستوى الذكاء: وجد أن مستوى ذكاء الأيتام المرعيين أعلى من مستوى ذكاء الغير مرعيين
*اختبار للبنية الجسدية: لوحظ بأن اليتيم غير المرعي يتأخر في بلوغه إذ يتأخر الولد سنة ونص وتتأخر الفتاة سنتين.
*المشاكل النفسية : غير المرعي يعيش اضطرابات نفسية أكثر من غيره 3 مرات وإن مرجع هذه الإضطرابات يعود إلى الصحة العقلية والسلوكية التي لها 5 عوامل:
1/ الشعور بالسعادة.
2/الشعور بالكفاءة.
3/قوة الإرادة.
4/السيطرة على المشاعر.
5/التوافق (القدرة على التكيف والتعامل مع المجتمع )
وقد بين سماحته مدى تأثر العامل الرابع بالخامس فإن من لم يملك السيطره على مشاعره فهو أقل توافقاً وتكيفاً مع الآخرين...لذا يعتبر البعض بأن اليتم عاملاً سلبياً ,, ولكن هناك من يرى عكس ذلك فعنند الرجوع إلى (عالم المعرفة ) الصفحة176 ((العبقرية والإبداع والقيادة )) إذ أجرة الألماني مارفن دراسة على 699 من المشاهير العالمين فوجد أن 22-33% منهم كانوا أيتام ..إذا كيف أصبحوا هكذا عبقرين ..ومن هنا أقر بأن اليتيم عاملاً في صنع العبقرية والإبداع فالعبقرية
تحتاج إلى مؤثرات منها :
1/مؤثر ذاتي:العمل والذكاء الذي يحتاج إلى إنجاز
2/مؤثرات أسرية ومن تلك المؤثرات
*البكر :إذ أن الطفل البكر يكون أذكى لانه يحظى بعناية أكبر.
*الإنحدار من أسرة معروفة بالذكاء والعبقرية.
*اليتم :لأن الطفل منذ صغره ومنذ أن فتح عينه للحياة فإنه يقتدي بأبه سواء كان هذا الطفل ذكراً او أنثى لذا فإنه إذا لم يجده أمامه فإنه يشعر بأنه فقد القدوة فلكي يعوض ذلك فإنه يصمم ويعمل على أن يكون هو القدوة ..
لذا يجب علينا أن نتعامل مع اليتيم على أنه عامل إيجابي في بناء الحضارة والحياة.
2/ القرآن:
القرآن يتحدث عن اليتيم في 22 آية ..وقد قسمت هذه الآيات على 4 أقسام تنسم مع النقص الذي لدى اليتيم..
1/ النقص المادي .قال تعالى (
وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا *إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلا شُكُورًا )
وقد بين سماحته أن كفالة اليتيم تعد أعظم مقربة لله ونيل رضاه ورضا النبي محمد (ص) من العبادات الأخرى .
2/ النفس النفسي قال تعالى
(أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى) سورة الضحى 6
3/النقص الإجتماعي.قال تعالى
(فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ)سورة الضحى9
4/النقص الإداري .وذلك لصغر اليتيم فإنه لا يستطيع إدارة ماله لذا قال الله عز وجل
( وَابْتَلُواْ الْيَتَامَى حَتَّىَ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُواْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَن يَكْبَرُواْ وَمَن كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَن كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُواْ عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا
المفضلات