-سادس عشر -
إعلمي ان الحق انما يكون حقاً اذا كان مع العدل، فالمرأة التي تطالب بحقها، لابدّ ان تكون جاهزة لإعطاء الآخرين حقوقهم ايضاً. فالحق -كما يقول الامام علي - لا يجري لأحد، إلا جرى عليه، ولا يجري عليه إلا إذا جرى له.
فكوني ممن تقوم بالدفاع عن حقها، ولا تعتدي على حقوق غيرها.
- سابع عشر -
إجعلى من البيت مملكةً نموذجيةً لك ولأسرتك، حتى يجد فيها الزوج والأولاد الدفء والحنان وراحة النفس، بحيث لا يجد أحد من العائلة فرصةً إلا ويلتجئ الى البيت بدل أن يهرب منه، فإن الإنسان إذا وجد في بيته إمرأةً تحبه، وراحة ينشدها، وصفاءاً يحتاج إليه، وحناناً يبحث عنه، فسوف يرى البيت ملجاً لا بديل عنه.
- ثامن عشر -
ابتعدي عن التوافه الثلاث؛ المهاترات غير المعقولة، والثرثرات غير النافعة، والصراعات غير الضرورية.
وأعلمي أن العمر أغلى من أن تصرفيه على صراعات لا داعي لها، وثرثرات لا معنى فيها، ومهاترات لا فائدة منها.
- تاسع عشر -
إن الرجال كما يتشابهون مع النساء في امور، فإنهم يختلفون عنهن في امور اخرى، والعكس بالعكس. ولابدّ من تفهم نقاط التشابه فيما بينهما، كما لابد من تفهم نقاط الاختلاف.
وكما لا يجوز للرجال أن يبحثوا عن نساءٍ متشابهات لهم تماماً، فإنه لا يجوز للنساء أن يبحثن في الرجال عن نسخ مكررة عنهن، فإعرفي إختلاف الطبائع وطريقة التفكير، ولا تحاولي أن تفرضي على شريك الحياة طريقتك، وطبيعتك، واسلوبك، فإن الاختلاف البسيط ما بين الرجل والمرأة يؤدي بالضرورة الى فروقاتٍ كبيرة، والمرأة التي لا تعرف وجود الاختلاف مع الرجل سوف تقع في مشاكل عديدة لا داعي لها. فمثلا طلباتك من زوجك تختلف عن طلبات زوجك منكِ. فحاولي أن تعرفي ماذا يريد منك، وأفهميه ماذا تريدين منه.
وإعلمي إن النساء تريد من الرجال الأمور التالية:
1 - تريد من الرجال أن يتكلموا معهن وأن يحاوروهن.
2 - تريد من الرجال أن تكون لهم عواطف أكثر مما يبدون تجاههن.
3 - تريد من الرجال أن يكونوا أقل ميلا للتناسل.
4 - تريد أن يكون الرجال أقل استعجالاً لهن.
5 - تريد أن يكونوا رومانسيين في حياتهم.
6 - أن يهتموا بالنظافة اكثر مما يفعلون.
7 - أن يحاولوا الحصول على أموال أكثر، ويشتروا عقارات أكثر.
8 - أن يهتموا بالعائلة أكثر مما يهتمون بالعمل.
9 - أن يعطوا للنساء أموال أكثر.
10 - أن يخرجوا مع نسائهم الى الزيارات والمنتزهات.
11 - أن يظهروا المحبة، ولا يكتفوا بوجودها في قلوبهم.
أما طلبات الرجال من النساء فهي كالتالي:
1- يطلب الرجال من النساء أن يكنَّ أكثر عقلانية وأقل عاطفة.
2- أن يكنَّ أقل اهتماماً بالآخرين، وأقل مقارنة مع الأغيار.
3 - أن يكنَّ أقل رومانسية.
4 - أن يكنَّ أقل حساسية تجاه الأشياء، والأشخاص، والأقوال.
5 - أن يكنَّ جاهزات في امورهن أكثر مما هنّ عليه.
6 - أن يبقين في البيت أكثر، ولا يخرجن منه كثيرا.
7 - أن يمكّنّ من أنفسهن حسب طلبات الأزواج.
8 - أن يكنَّ أقل انفعالاً في حياتهن.
9 - أن يقلّلن من كلامهن.
10 - أن يؤدين ما عليهن من الواجبات.
11 - أن لا يتدخلن في شؤون رجالهن.
- عشرون -
إيّاكِ، والعلاقات العابرة المحرمة، فإن فيها خسارة الدنيا وعذاب الآخرة.
وإعلمي إنه ما من حرام إلا وجعل الله الى جانبه الكثير من بدائل من الحلال، فما أغلى تلك الفتاة التي تزفّ إلى زوجها في العلن، وما أرخص تلك المرأة التي يتلاقفها الصبيان في ظلام الليل، فيصيدونها كعصفورة صغيرة يتلاعبون بها إرضاءاً لشهواتهم، ثم سرعان ما يتركونها مكسورة الجناحين، ويتنكّرون لها بعد ذلك.
وإذا لم يتوفر لك الحلال من حاجاتك، فاطلبي من الله تعالى أن يوفرها لك، ولا تصبحي وسيلة من وسائل ابليس، يخدع بك الرجال، ويخدعك بالرجال.
- واحد وعشرون -
لا يجوز أن تتردد العازبات منكنّ في قبول الزواج ممن يتمتع بخصلتين: الاخلاق، والايمان. فالأخلاق الحسنة ضرورية لسعادتك في الدنيا والايمان ضروري لسعادتك في الآخرة. وقد قال رسول الله : ﴿ اذا جاءكم من ترضون خُلُقه ودينه فزوّجوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ﴾.
ولا يغرنّك مال بلا دين، ولا دين بلا أخلاق، لأن ذلك يشقيك في الدنيا ولا يسعدك في الآخرة.
وليكن لك رأي في مسألة زواجك، وإيّاك أن تقبلي بزوج انت مكرهة عليه، لأن "رضى المرأة" شرط لصحة زواجها.
- ثاني وعشرون -
شرفك هو شرف الوطن كلّه، وسمعتك هي سمعة الشعب جميعاً، وكرامتك هي كرامة الأمة بأكملها.
فحافظي على شرفك من الدنس، ودافعي عن سمعتك من العدوان، واحرسي كرامتك من التعدي.
- ثالث وعشرون -
إذا كان الله عزّوجل خلق المرأة أضعف من الرجل في جسمها، فقد جعلها أقوى منه في روحها. فهي قادرة على أن تتحمل الصعاب أكثر من الرجال. وأن تؤدي واجباتها الدينية أكثر منهم، وأن تتحمل المسؤولية أفضل منهم.
وهذا يجعل لها موقعاً متقدماً في حراسة القيم التي جاء بها الأنبياء والرسل، ونادى بها الصالحون من عباد الله.
- رابع وعشرون -
دافعي عن حقوق المرأة، ولا تنتظري أن يقدمها لك الرجال على طبق من السكّر، فإن الحق لن يُعطى إلا لمن يطالب به، وقد قال الإمام علي : ﴿ ضاع حق ليس وراءه مطالب ﴾.
ومن حقوقك الاساسية حقُّ مطالبتك بحقوقك، وحق الاحترام المتبادل بينك وبين الآخرين، وحق الدفاع عن الاموال والأعراض. وحق أن يكون للمرأة دور في الحياة.
- خامس وعشرون -
انتِ ابنة الاسلام، ففي أحضانه جئت الى هذه الدنيا، وفي أحضانه سترحلين عن الحياة. فكوني من المتمسكين به، وكوني سوراً منيعا للدفاع عنه، واجتهدي أن تزداد تقواك بمرور الزمن، وان تزداد أخلاقك حُسناً. فإن الفضيلة بحر لا غور له، والأخلاق الحسنة سلَّمٌ لا نهاية لدرجاته.
- سادس وعشرون -
من حق المرأة أن تتزيّن، بل من الستحب لها أن تفعل ذلك. ولكن لا تتزيني الا لمن يستحق، كالزوج والمحارم والنساء. وإيّاك والزينة للأجانب، فإن ذلك يجعلك صيدا سميناً لهم، ولا تنسي ان في المجتمع ذئاباً جائعة لا يريدون من المرأة إلا لحمها، وذلك لقضاء شهواتهم وإشباع رغباتهم.
أما مصير المرأة ومستقبلها، فذلك آخر ما يفكر هؤلاء فيه.
- سابع وعشرون -
ان المرأة. والمحبة. والمودة: اسماءٌ ثلاثة لمعنى واحد، ولهذا ارتبط اسم المرأة بالحبّ، إلا أن البعض يفسر ذلك بحبّ الجسد، وكأنّ المرأة ليست إلا عينين جميلتين، وشفتين ناعمتين، ووجنتين متوردتين. وكأنها لا تملك عقلا ولا نفساً ولا روحاً. وكأنّ دورها هو دور قارورة العطر، تُستخدم لفترة محدودة. ثم إذا فرغت يرمى بها في عرض الطريق.
في حين إن الحبّ الحقيقي هو نتاج عقل رصين، وقلب سليم، وروح صافية، فالمرأة التي تمتلك هذه الأمور تستحق كل محبة، ومن واجبها أن تشيع المحبة في كل مكان تتواجد فيه، سواء في محيط الأسرة أو المجتمع أو العمل، لأن منابع الحب تكون مجتمعة فيها دون الرجال.
- ثامن وعشرون -
لقد أودع الله فيك طاقات هائلة، تستطيعين من خلال استخراجها أن تغيّري مجرى التاريخ، فالناس كما يقول الحديث الشريف ﴿ معادن كمعادن الذهب والفضة ﴾، والمعدن بحاجة الى خطوات ثلاث، لكي يتم الاستفادة منه:
الاول: أن يُكتشف. فمن دون أن نعرف أن في الأرض معادن ثمينة كيف يمكننا أن نستخرجها؟
وأنتِ ايضاً، من دون أن تثقي بنفسك وتعرفي بأن لك طاقات هائلة في ذاتك لن تحاولي استخراجها.
الثاني: المعدن بحاجة الى الاستخراج، فما فائدة أن يعرف المرء أن هنالك كنزاً في مكان معين، إذا لم يتم استخراجه منه؟
كذلك بالنسبة إليكِ، فمن دون أن تستخرجي طاقاتك لا يمكن أن تستفيدي من الحياة شيئاً.
الثالث: أن يتم صقل المعدن وتعدينه. وهكذا بالنسبة الى المرأة فهي بعد أن تفهم طاقاتها وتستخرجها، لابد أن تصقلها أيضا، ويتم لها ذلك من خلال القيام بالأعمال الاجتماعية كتأسيس الجمعيات، وإقامة المشاريع والمشاركة في المؤسسات التعليمية والتربوية والثقافية وماشابه ذلك.
- تاسع وعشرون -
في علاقاتك بشكل عام، وفي مواقفك بشكل خاص، لابدّ أن تكوني معتدلة. فلا تشدّي الحبال حتى تنقطع، ولا ترخّيها حتى تنفلت.
وإعلمي أنّ الإعتدال قرين العدل. فلا عدل بلا اعتدال، ولا اعتدال بلا عدل.
- ثلاثون -
اذا كان جمال الرجال في عقولهم، فلأنّهم لا يملكون إلا منبعاً واحداً للجمال، وهو جمال العقل.
أما المرأة فهي تملك منبعين له: منبع جمال الجسد، ومنبع جمال الروح. غير أنّ جمال الجسد عند المرأة مرتبط تماماً بجمال الروح فيها.
فإذا إمتلكت جمال الصورة مع جمال السيرة كانت مزيجا من الملائكة والحوريّة.
وإلا فلا قيمة لحسن الصورة من دون حسن السيرة، ولا لجمال البصر من دون جمال البصيرة، فأنتِ ولله الحمد تمتلكين جمال الانوثة. وعليك أن تضيفي الى ذلك جمال الانسانية، فحينما يكون لك قلب شاكر، ولسان ذاكر، وقلب خاشع، ونفسية طيبة، وعفة وحنان فإن روحك ستكون جميلة بجسمك، وجسمك يكون جميلاً بروحك. ولا تنسي أن جمال الأخلاق والدين مرتبط بالأرواح، بينما جمال الاعضاء مرتبط بالأجساد. والجسد فاني وزائل، والروح باقية ما بقي الدهر.
وإعلمي، ان المرأة التي تهتم بجمال جسدها وتقضي الساعات أمام المرايا تستخدم المكياج، بينما لا تصرف وقتاً على زيادة معرفتها، ولا تهتم بتحسين أخلاقها وتزكية نفسها، قد تكون جميلة في المظهر ولكن الآخرين لن يتعاملوا معها إلا كدُمية جميلة وليس كإنسانة متميزة، وواضح إن المرأة التي تهمل اخلاقها هي مثل تفاحة فاسدة. قد يكون لها شكل جميل إلا أن الدود ينخر فيها.
وفي الختام أرجو لكِ التوفيق من الله تعالى، في أن يجعلك ممن علمتْ فعملتْ. وعملتْ فأحسنتْ، وأدت ماعليها فأفلحتْ، فأثابها الله في الدارين، وجعلها ممّن ينتصر لدينه.
انه ولي سميع.
هادي المدرّسي
مدينة الحسين ؛ كربلاء المقدسة
1/1/1425 هـ
22/2/2004 م
المفضلات