يا سيدي الإمام
ليس بين الكلام مسافة حين يحتشد اليك
ليسترجع الضوء الذي باح لنا بكلمة السر وسر الكلمة
وفي البدء كانت الكلمة والكلمة هي الله
وجهك الضوء اذن
لذلك نلون وجه اشتياقك بالفضة المشتهاة
فأنت
احتمال وحيد لنا
لأنك فسحة أمل
ولأن أمل كانت أحفا لجوجة كحلم على صهوة فرس الرياح
ثم
بذرة في الأرض الطيبة
ثم
أفواجا بل أمواجا
مملحة كخبز الوطن الخامر
سيدي
رأيتك ساطعا مثل الحقحقة وجدتك
قبل ابتداء حكاية لا تنتهي
أو
قبل أن تلد الأمومة طفلها وجدتك
حين ضاع الماء في همس الخطى
وأوقدوا النار على حطب الجنوب
دلقت بحرا من عيونك أزرقا
فصار بردا وسلاما
يا سيدي
أبحث عنك في لغتي
وفي صمت العرب
أبحث عنك
فأبصر آخر الأقمار يوسف
قبل أن ترمي القبائل قلبها في الجب
وقبل أن أمضي أجوب إليك هذا الرمل
وأرتجي وعدا يقول ولا يقول
يا سيدي
رأيتك يوم ضاع وجهك في الزحام
يوم انخطاف اللون من وجه العرب
وما أضعتك في التعب
بل كنت تأتي وكنت أسألك القرار
وكنت يا موسى
اذا خرجت أفاع من جحور
ترمي بعصاك
وكنت أراك
في كفيك ألواحاً من الصبار..............
المفضلات